ناصر الخالدي
هذه ليست أول مرة أكتب فيها عن وزارة الشؤون بشكل عام وقطاع الرعاية بشكل خاص فقد كتبت مرارا وتكرارا عن الكثير من الملاحظات والمشاهدات التي رأيتها في الشؤون وقد أخذت بعض الملاحظات بعين الاعتبار ووجدت آذانا صاغية، إلا أن البعض الآخر مازال حبيس الأدراج وأجد الوقت مناسبا للكتابة في نفس السياق لأنني سمعت الكثير عن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بدر الدويلة الذي صرح منذ البداية معلنا اهتمامه بقطاع الرعاية، لهذا انتابتني مشاعر الفرح وأصبحت متفائلا بواقع أفضل لوزارة الشؤون بشكل عام ومجمع دور الرعاية بشكل خاص ولي في هذا المقال عدة ملاحظات تقتصر حول قطاع الرعاية لأنني عاصرت فيه الكثير من القضايا وكنت شاهدا على كثير من الأحداث في هذا المجمع الذي عرفت به رجال يعملون بكل إخلاص وفوجئت بأناس كنت أعدهم مثالا للجد والمثابرة ثم اكتشفت أنهم مثال للنفاق والمداهنة.
مجمع دور الرعاية تم بناؤه للحالات الخاصة التي تحتاج لرعاية مثل المسنين، مجهولي الوالدين، المعاقين، والأحداث، ومن البديهي أن يتم تصميم المبنى بالشكل الذي يتناسب مع كل حالة من هذه الحالات الأربع، إلا أنه وللأسف الشديد تصميم هذا المجمع يحتاج إلى إعادة نظر، فالتصميم الحالي لا يراعي الجوانب النفسية والأمنية ويعاني من إهمال حاد وتقصير لا مبرر له والتاريخ يؤكد كلامي.
ومنذ سنوات لم يشهد المجمع تدويرا لمدراء الإدارات مع العلم أن التدوير بات أمرا غاية في الأهمية للارتقاء بهذا المجمع، فمن الشروط الأساسية لنجاح أي عمل إعطاء الفرصة لصاحب الكفاءة الذي يعمل ويجتهد في كل الظروف، وللأسف الشديد أصيب هذا المجمع في الآونة الأخيرة بوباء الواسطة وبات يتفشى فيه بشكل أكبر مما يسبب الظلم والتفرقة بين الموظفين فهل يعقل أن يلتزم موظف ويتسيب آخر؟ وقبل سنوات قليلة انتشرت ظاهرة جديدة في هذا المجمع حولته إلى مجمع سياحة وسفر، فكل أسبوع نسمع عن وفد يشارك في المؤتمر الفلاني أو الندوة الفلانية في شتى بلدان العالم وحتى هذه اللحظة لم نستفد أي شيء من هذه السفرات التي في كثير من الأحيان تؤخذ على أنها راحة واستجمام وفرصة للتعارف وتكوين العلاقات الشخصية.
لن يكون هناك نجاح في هذا المجمع إلا بدعم وتشجيع أصحاب الكفاءات الذين يؤمنون بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ويتواجدون معهم بشكل مستمر يشاركونهم الأفراح والأتراح وينظرون إليهم على أنهم أمانة في أعناقهم ومسؤولية أمام الله أولا وأمام المجتمع ثانيا وعلى ذلك يجب أن تكون أسس وضوابط التدوير في هذا القطاع فلا أجد ما يبرر البقاء على نفس الحالة.
من ناحية أخرى يجب الالتفات إلى المنغصات التي تتعلق بهذا المجمع من حيث تقديم الخدمات والمستلزمات، فللأسف الشديد أغلب النزلاء الذين التقي معهم في هذا المجمع كانوا يتذمرون من الخدمات الغذائية التي تقدم إليهم ناهيك عن المخالفات التي تكتب بالصباح وتمحى بالمساء.
لذا فإن التدوير اليوم ضرورة من أجل الإصلاح والتغيير وحتى يتحقق الهدف المرجو يجب أن يكون التدوير مبنيا على أساس الرجل المناسب في المكان المناسب وليس كما يفعل البعض الصاحب المناسب في المكان المناسب ولن تكون في ذلك صعوبة، والحديث ذو شجون لا أجد له نهاية فيا معالي الوزير ننتظر تدخلك بفارغ الصبر.