ناصر الخالدي
في الأزمات تظهر القيادة وتتجلى واضحة من خلال القرارات التي يتم اتخاذها، وبالأمس كانت الأحاديث عن الأزمة السياسية في الكويت تبعث على الشؤم وتنذر بأننا على كارثة ما جعل كثيرا من المواطنين ينامون على وسادة الهم والغم ويلتحفون الحزن ويفترشون القلق وسادة، ولا عجب لأنه لا شيء مثل ضياع الوطن وليس أي وطن إن ذلك يعني أن المستقبل ليس أكثر من مظلم ومن منا يحب أن يعيش في الظلام؟
بالأمس كثر الحديث عن تداعيات الأزمة السياسية مما جعل الكل يتحول في لحظة واحدة إلى سياسي مخضرم ويحلل وينتقد كما أن ـ للأسف ـ بعض وسائل الإعلام استغلت تلك الأزمة للبروز وتحقيق مصالح شخصية وفتحت الأبواب على مصراعيها لاستضافة كل من يريد أن يهاجم أو أن يتهم بدليل أو بغير دليل مما يؤجج الصدور حقدا وكراهية ويجعل الانتقام وتحقيق المصلحة الذاتية هو الشغل الشاغل وكل هذا صورة مصغرة من بحر الحرية ومشكلة الذي لا يعرف السباحة في هذا البحر.
الخطاب الذي توجه به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لأبنائه وإخوانه أزال علامات الاستفهام وحسمها وخلّصنا من كثرة القيل والقال وأثبت بما يقطع الشك اعتزاز صاحب السمو الأمير بالدستور، كما انه عبر عن أسفه لبعض الذين غرتهم النعم ولم يؤدوا حق شكرها فعرضوا الشعب الكويتي إلى خطر ليس بعده خطر مما أفسد التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
ومن يتأمل هذه الكلمات يجدها حقيقة لا تقبل نقاشا وللأسف اليوم أصبح الصراخ والاتهام وسيلتان لضمان النائب دخوله إلى بوابة الشهرة ولهذا فقدنا أمرا غاية في الأهمية وهو الانتقاد في إطار معين ودون التجريح والدخول في الشخصانية وأن يكون النقد من أجل المصلحة العامة وليس من أجل أهواء ولكل نائب أن يستخدم الاستجواب كأداة دستورية ولكن بأسلوب معين.
بعد هذه النكبة المرعبة والأزمة المخيفة التي عشناها على مر الأيام الماضية فإن الكرة الآن تلقى في ملعب الناخبين وعليهم أن يحمدوا الله جل في علاه قبل كل شيء على ما أعطانا من نعم وما دفع عنا من نقم، فاليوم نحن نعيش في رغد ورفاهية وعسى الله لا يغير علينا، وإن شكر النعمة حمدها والمحافظة عليها فالديموقراطية التي نعيشها نعمة نحسد عليها، لذا اليوم الكرة في ملعب المواطن وعليه أن يحسن الاختيار حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى وحتى لا نعيش في فوضى، كما أنه ينبغي علينا أن نتذكر أن الأمور لا تسير في كل مرة بهذه الصورة وأن الصبر له حدود وأن الأخطار التي تحيط بنا لا تسمح بأي عبث أو تناحر لذا لنبتعد عن القبلية وعن الحزبية والطائفية في اختيار من يمثلنا ولنتق الله في أجيال تريد أن تعيش في أمن وأمان.