مباراة المنتخب المصري مع المنتخب الجزائري التي أقيمت في الخرطوم لم تكن مباراة كرة كما يتوقع الجميع بل كانت مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالتعصب الذي صاحب جماهير المنتخبين لم يكن له أي معنى، وقد تأثرت كثيرا وأنا أشاهد المساجلات الحادة بين الطرفين في مشهد غاية في الإيلام والتجريح وتأثرت أكثر وأنا أشاهد عودة مئات المصريين من الجزائر وأكثر من ذلك ما سمعناه عن تعرض البعض إلى الضرب، فالتعبير عن الفرحة كانت عواقبه وخيمة وكذلك التعايش مع الخسارة كانت أيضا عواقبه وخيمة، وكل هذه من أجل مباراة كرة قدم ولك أن تتخيل دولتين عربيتين تفرقهما نتيجة مباراة في كرة القدم إن ذلك أكبر دليل على أن عروبتنا مجرد كلام، والله المستعان.
تلك الجماهير التي تجمعت يا ليتها تجمعت في فلسطين وتلك الأموال التي صرفت ليتها صرفت على الفقراء والمحتاجين وتلك الطائرات التي أقلت الجزائريين إلى الخرطوم فقط لمشاهدة مباراة مدتها ساعة ليتها أقلتهم إلى أهلهم في الجزائر إنها حقا مأساة أن نصل لهذه الدرجة في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى القوة والاتحاد، وإذا لم يتدخل العقلاء من الطرفين فإن الكارثة ستكون أكبر مما يتصور أحد، كما أن وسائل الإعلام عليها أن تلعب دورا إيجابيا في هذه المرحلة وألا تزيد الفتنة، وحتى القيادات السياسية عليها هي الأخرى أن تتدخل لأن الأزمة وإن بدأت رياضية فإنها قد تتحول إلى سياسية وسيحتاج حلها إلى الحكمة والموعظة الحسنة وتبقى مصر في قلب الجزائر وتبقى الجزائر في قلب مصر.
شكر خاص ومميز إلى الأخوة في قناة «الكأس» القطرية لأنهم لعبوا دورا كبيرا في عملية الصلح بين الجماهير المتخاصمة ونحن معهم في هذه البادرة الكريمة.
[email protected]