بعد الانتصار التاريخي لدولة قطر الشقيقة في تنظيم كأس العالم 2022 بالشكل والمضمون، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة على كل الأصعدة، شهد لها العالم عن بكرة أبيه لهذا التفوق الفريد، نستطيع القول كعرب ومسلمين إننا حظينا بزمن ولادة عهد جديد، مكن أمة الضاد، وأمة لا إله إلا الله، من ملامسة هذا الحلم الذي كنا نعتقد أنه لن يأتي، وتخطينا الرؤى الجديدة في عالم التغير والتغيير، فمحونا صفحات ضبابية الشكل، قاتمة اللون في تاريخنا المعاصر، لينقلنا ذلك الإنجاز من دولة خليجية صغيرة اسمها قطر إلى عالم جديد ذي ملامح وفكر مغاير، وفرصة تصحيح باتت من المعقول وفق ما يعتقده كاتب السطور، منها:
٭ أن يعيد الغرب نظرته وفكره غيرالحيادي عن العرب والمسلمين، فأصوات مآذن بيوت لله في قطر تصدح كل يوم خمس مرات «الله اكبر» تشنف مسامع المسلمين وغير المسلمين بين حواري وأزقة الدوحة ويسري صداه محلقا بسماء كتارا، يغسل أدران التخلف ورجعية الاعتقاد.
٭ استنشقوا رائحة القهوة العربية في طرق ومجالس عربية، فمكث بقاياها في ذاكرتهم، يستفيق الغربي بذكراها فتعيد له تجربة المكان والزمان المعقم من ملوثات الفكر ونتن الثقافة المعادية للعرب والإسلام والمسلمين.
٭ قد يتحمل الإعلام الغربي جزءا كبيرا من المسؤولية، وتشهد ساحته الإعلامية كثيرا من المناقشات الموضوعية عن حقيقة الإسلام في محاولة لدحض كراهية الإسلام والمسلمين، بعد تلقيهم دروسا فاقت بمعانيها ما تضمنته قواميس اللغة، فاستوعبوا معاني الشرف وقيمة الشرفاء وعلو مقامات التسامح، وكبرياء الحب ودناءة الكراهية.
٭ ان الغرب يحمل أفكارا مغلوطة عن العرب والمسلمين، بيد أن من حضر ولامس الإسلام والمسلمين في عقر دارهم، وتوسد طيب معشرهم واستشعر عظمة سلوكهم وتدثر بكرم أخلاقهم وكحل ناظريه بحشمة نسائهم فاستشعر جمال الروح ونقاء الخلق، هؤلاء هم من سيقودون تغيير الفكر المغلوط ويتصدون للهمجية الشعواء ويوجهون بوصلة التغيير نحو الحق والحقيقة.
٭ قد تكون الفرصة بعد مونديال قطر مواتية أكثر وسانحة لتغيير المنطق الأسطوري في نظرة الغرب للعرب والمسلمين، وتشكيل عقلية غربية جديدة تجاه الإسلام، باعتبارها المصدر الأول لتوجهات وأفكار الفرد الغربي ورؤيته للإسلام والمسلمين بصفة عامة.
٭ لربما تزداد الرغبة في التباعد بين الغرب وبين إسرائيل، ويشارك الغرب في الجهود التي تستهدف إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وإن كان مشروعا بالغ الصعوبة إلا أنه ليس على الله ببعيد.
٭ لعل قبول فكرة تطوير الصورة الحضارية عن العرب والمسلمين مواتية أكثر، عوضا عن الصور النمطية السائدة الآن في الغرب، فتجربتهم في العيش في قطر خلال الأولمبياد لم تعكرها ناقة الراعي ولا خيمة ذلك الرحال! فتداخل الأفكار البالية للبعض وعششت بعقول خاوية أيقظها جمال ورونق وتألق شباب قطر فأعجبوا بلباس الغترة والعقال فتعلقوا بها، ورزانة وخلق الرعيل الأول، فاصطفوا حولهم إعجابا وببراءة أطفال الفرجان فلعبوا معهم، فكان التألق والجمال معا.