الصفات اعلاه تنبطق على الإناث والذكور.
منذ عام ١٩٨٣ حتى كتابة هذا المقال وكاتب سطوره يعمل في مجال التنمية البشرية، الاستشارات الأسرية، قضايا الطفولة والمراهقة، حاصل على شهادات تأهيلية متخصصة وأخرى شهادات عليا في المجالات الانسانية، اضافة الى دورات تدريبية معمقة في المفهوم البشري ومدرب فيها.
مؤسس مشاريع اجتماعية تربوية عدة يتشرف بأن تكون اليوم احدى القواعد الرئيسة في مجال خدمة المجتمع وتنميته، لكني لم أعط الحق يوما لنفسي صفة تسبق التعريف باسمي، كالصفات التي عنونت بها مقالي اليوم، وذلك لسبب بسيط هو ان تلك الصفات لا تعطى إلا لمن يستحقها ليرفع قدرها لا ان ترفع هي قدره.
تتحفنا القنوات التلفزيونية والإذاعية بين الحين والآخر ببث مقابلات أمام مسمع ومرأى العالم مع من يطلقون على أنفسهم صفة «أخصائي تنمية بشرية أو مستشار تنمية بشرية أو استشاري مهارات حياتية أو الخبير في السعادة أو تنمية الذات أو حل المشكلات الأسرية..إلخ» من الصفات المهنية ذات البعد المهني العميق في مهنة التخصص في النفس البشرية أو في حل المشكلات الأسرية، وللوهلة الاولى لمشاهدة بعض ضيوف هذه البرامج تكتشف مدى ضحالته وعدم درايته ومستوى مهاراته وقلة قدرته وامكاناته الوظيفية وتواضع علمه دون ان يعلم مدى خطورة وصف نفسه بهذه الصفة التي لا يحصل عليها إلا من يمتلك الشهادات الجامعية مثل البكالوريوس التخصصي في الخدمة الاجتماعية أو علم النفس، وعمل في مجال تخصصه العلمي والعملي تحت إشراف من سبقوه «كاختصاصي ممارس» لفترة لا تقل عن عشرين سنة مارس خلالها عمله المهني الفني بامتياز في المؤسسات الاجتماعية والتربوية ـ يعني يتقن معنى العبارات التشخيصية، ناجح في مهارات تكوين العلاقات المهنية بينه وبين العميل (طالب المساعدة في حل مشكلته) وقدرته على فهم طبيعة المجتمع الذي يقوم بخدمته من نواح عدة تتعلق بالمتغيرات الآنية وطبيعة التعامل معه تلك المتغيرات من خلال مخزون علمي وعملي مهني ثقافي فائق الاتقان.
سأختار لأمثال هؤلاء الإخوة الذين وضعوا امام اسمائهم تلك الصفات دون ان يحصلوا على المؤهلات العلمية اللازمة سأختار مداخل علمية أساسية مثل: التقبل، المساعدات الذاتية، المشاركة، حق تقرير المصير، السرية، علاقات المهنية، خصائصها العلاقات المهنية (التأثيرية، التصحيحية، التدعيمية) وهي مبادئ يحتاج الدارس لأن يمضي عاما دراسيا جامعيا وفي بقية مناهج الخدمة الاجتماعية لفترة تتعدى أحيانا سنوات اربع حتى يستطيع ديوان الموظفين اعتماد وظيفته كاختصاصي اجتماعي مبتدئ، فكيف لأمثال الإخوة ان يمنحوا لأنفسهم تلك المسميات التي تخطت مراحل طويلة من العمل المهني الإنساني التخصصي، إن المبدأ الذي تعتمد عليه الخدمة الاجتماعية هو حقيقة أساسية لها صفة العمومية، وقد يصل الإنسان إلى هذه الحقيقة عن طريق الخبرة والمنطق أو عن طريق التجريب المقنن وتحليل خبرات كثيرة مر بها عدد كبير من العاملين في الميدان.
الله يرحم والديكم يا حضرات الاستشاريين والخبراء والمدربين المعتمدين الرأفة بنا، أيها الإخوة في قنوات الإذاعة والتلفزيون الفضائية إذا أردتم استضافة أي من هؤلاء الأحبة فعليكم ان تضعوا شروطا ومعايير للموافقة على صفاتهم التي تسبق أسماءهم، احتراما لعقول المشاهدين.