كثيرون لن يعجبهم هذا المقال وستضيق به صدورهم، وهناك من سيؤيد وآخرون سيختارون المنطقة الوسطى.
أقول: من الصعب جدا أن تترجم الأحلام لتغدو واقعا تتلمسه أفئدتنا قبل أيدينا بعد أن أصبح الحلم حقيقة يوقظ بعضه أحاسيس خذلها سبات الخمول وتعاسة الإحباط والموت السريري لأفكارنا ومشاريعنا ورؤانا وأمانينا التي تبخرت وتسربت وأخرى هربت منا للقيعان العطشى لتلد هناك النهضة والمعاصرة والفن والإبداع، وتنشأ الحضارة وتحاكي الجمال لتتمركز بها وعليها وتصبح عناوين لمستقبل مختلف اللون والطعم والرائحة.
في السنوات الخمس الماضية اختلف الوضع ووصل بنا إلى حيث نحن، فولى عنا المحال وتكسرت قيود المستحيل على صخرة الشرفاء ليحل التغيير ـ حتى وإن كان محصورا ـ فكويت اليوم تعانق الإنجاز والمعاصرة بمفهوم ذي نكهة كويتية مختلفة بكل شيء.
سأستلهم الأفكار القادمة من النطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في خطاباته «بأن الوقت عصيب وعلينا أن ننظر ما يدور حولنا من مآسٍ وتشرذم وشتات»، لذا فالكويتي يعي أن سفينة بلاده تشق عباب البحر بربان حكيم وقائد ملهم بسند عضيده يحاذي بها موانئ الحضارة تارة وتلامس شواطئ المجد تارة أخرى، فترخي صواريها بمراسي الأمان بكامل حمولتها دون زيادة أو نقصان.
آيتي بذلك كثيرة وأدرك أن مساحة المقال لن تكفي، سأذكر منها ما يلي: ما نلتمسه من احترام ككويتيين خارج حدودنا الدولية هو نتاج نجاح سياستنا الخارجية (في السابق يقولون لنا عند التجول بشوارع العديد من مدن العالم لا تقولوا نحن كويتيون خوفا علينا، أما الآن وفي نفس هذه المدن نعلنها مدوية نحن كويتيون بكل فخر واعتزاز). حققنا مراكز متقدمة في مجالات عدة ونجحنا في استقطاب المستثمر الأجنبي الذي يبحث اليوم عن موقع قدم له في الكويت بفضل سياسة اقتصادية واعية نفضت عنها غبار الخوف والتردد فنجحنا بخلق هجرة معاكسة لرؤوس الأموال.
عشقنا العمل الخيري، فتنامى بشكل مطرد ليسترعي اهتمام دول العالم، حتى كللت جهودنا بتسمية أبونا العود «قائدا للعمل الإنساني»، وتسمية بلادنا «مركزا للعمل الإنساني» وأصبحنا الشعب الوحيد الذي يعفى من الحصول على «فيزا» لدخول بعض الدول التي نفذنا بها مشاريع خيرية.
استضفنا المؤتمرات الدولية حول العديد من القضايا العالمية محل النقاش والبحث، فأصبحنا قبلة كل من يبحث عن قبلة للحياة تعيده إلى حيث كان. أنجزنا العديد من المشاريع العملاقة الحيوية من مدن إسكانية وشبكة طرق حديثة وعصرية بأحدث المواصفات العالمية، حتى ان مستشفياتنا الجديدة بلغت مستوى العالمية باعتبار مستشفى الشيخ جابر سادس أكبر مستشفى في العالم.
يستمر اقتصادنا متربعا على القمة كأحد أهم الاقتصادات في المنطقة الإقليمية بالشرق الأوسط وأحد أكبر الدول المصدرة للنفط بالعالم وتخطينا مساحات شاسعة نحو التنمية الشاملة والمستدامة لتتهيأ الكويت بتحويلها لمركز مالي وتجاري عالمي.
تم وضع حجر الأساس لإنشاء ميناء مبارك، وتم إنجاز مشروع جسر جابر البحري.
وقعنا عقود تنفيذ مشروع «مصفاة الزور» وسينتهي العمل في «مطار الكويت الجديد 2» عام 2020 بمشيئة الله.
افتتحنا مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وكذا مركز عبدالله السالم الثقافي لتنتقل الكويت إلى عالم آخر بمفهوم جديد يترجم معاني الثقافة بمحاكات العصر.
وهكذا.. ستتفوق الكويت يوما وتعيد بريق جوهرتها الخليجية المستريحة على أكتاف الشرفاء.