كلمة لا اعتقد اني سأصل مهما شرحت وكتبت إلى معانيها ومفرداتها، فقد أحدثكم عن العدل بين كل الأمور وإنصاف كل امر دون الدخول بالأمر الذي يليه أو يوازيه، وقد أتحدث عن العدل حيث يحكم الناس على الأمور ويعلقون عليها بآرائهم الخاصة التي ترجع على بيئتهم وتربيتهم وثقافتهم وعلمهم في أي مكان كان، لذا وددت أن أحاكي نفوسكم وأجعلها هي التي تصف لكم العدل مهما كان الأمر الذي سيكون للعدل مكان به فاعتقد بأننا كلنا مررنا بمشاكل وبعقبات وبظروف أو سمعنا قصصا وحكايات وروايات أو قرأنا مقالات وكتبا ومجلدات ووجدنا للعدل مكانا بها فلم لا نستوعب ونستدرك الأمر جيدا حين نكون نحن من سيحكم ونحن من سيعدل ومن سيساهم أو سنساعد العدل ليتحقق في الأمر حين نعلق على أمر ما؟! فلا بد علينا جميعا وإن اختلفنا في جميع أشيائنا وصفاتنا وأجناسنا كبشر أن نوجه أنفسنا لتحقيق العدل مهما كانت العواقب، فلو كنا مكان من سيظلم لوددنا أن يكون هناك عدل في الحكم ولو وضعنا أنفسنا مكان من يعلق عليه في مكان ما لتمنينا أن يتم إنصافنا وقول الحق علينا مهما كان سيئا أو جيدا معيبا أو غير معيب.
فالحقيقة يجب أن تكون واضحة والمخطئ ان أخطأ سيترتب عليه عواقب خطئه، فالإنصاف في قول الحق يحقق العدل ويساهم في ذلك، وشهادة الزور والكذب والتأليف تضلل العاقل في حكمه وتساعد في تضييع الحق وذلك مرفوض في كل الأديان والأجناس، فكن دائما صادقا مع نفسك في قول الحق مهما ترتب على ذلك من أمور، وإن كنت يا سيدي لا تقدر على مواجهة عواقب ما تفعل فلا تفعل ذلك ان كانت لها عواقب فالصدق والإنصاف والحقيقة دائما مفيدة للجميع، ويجب أن يتعلمها كل فرد منا ويعلمها غيره لتعم هذه الصفات فيما بيننا كبشر ونتعامل دائما بكل شفافية وبشكل مريح ومناسب ومثمر في جميع أمورنا نحو النمو والتطوير.
فالتضليل والكذب والهروب من الحقيقة ما وراءها الا خزي وذل لصاحبها إن كشف أمره بعد زمن أو بعد رحيله، فالكذب عمره قصير مهما تأكدت بأنه لا أحد يراك أو يعلم بأنك علقت مثلا على أحد تهجما دون معرفة حقيقة ما حصل أو يحصل له أو يوجد به، وكلنا محاسبون على ما نفعل ونقول أمام الله وأمام خلقه، فأحسنوا أقوالكم وحكمكم وتعليقكم على الأمور، فتلك من شيم النبلاء، ويجب أن نتحلى بها لنستطيع التغلب على عقبات هذا الزمن ومشاكله، وكلنا مسؤول عن تصرفاته فهي ترجع إلينا نحن وتؤثر على من حولنا، وأني متأكد بأنه لا يوجد أحد لا يوافقني الرأي في ذلك ،الذي لا يختلف عليه اثنان، وقد يضعف الإنسان أمام بعض الأمور دون رغبته في ذلك لقلة فهمه أو بصيرته أو خوفه من جهة ما، فيجب علينا توعية الناس وتوعية من حولنا بأهمية العدل وقول الحق ومحاولة ترسيخ المفاهيم التي تفيد البشرية وتفيدنا كأمة واحدة وكشعب واحد لننهض بأنفسنا ونقف أمام كل الصعاب فغدا هو ليس لنا إنما لمن هم بعدنا فلتكن لك نظرة في جميع أمورك!