التساؤل الذي وضعته عنوانا لهذا المقال ظل يؤرقني لفترة خاصة بعدما كشفت وثائق امن الدولة المصري بعد اقتحام مقره من قبل الثوار انه وراء معظم الاعمال التخريبية كتفجير كنيسة القديسين وتفجيرات شرم وقتل العديد من الابرياء من اجل ان يبقى النظام قابعا وشاهدا على جثث المواطنين ولا ضير في ذلك مادامت الحكومة باقية وليذهب الشعب الى الجحيم، مع العلم بأن الهدف من الاساسي من وجود جهاز أمن الدولة حسب مفهومي المتواضع هو المحافظة على امن البلاد والعباد من العبث واي عمليات تخريبية لزعزعة الأمن من قبل اي فئة مشبوهة وذات امتداد خارجي، وليس كما هو واقع الحال في عالمنا العربي بوجه خاص، حيث أول ما يتبادر الى ذهن العديد منا حين يطرح اسم أمن الدولة هو تلك النكتة القديمة التي تقول: انه كان هناك مسابقة بين جهاز استخبارات عربي واخر اجنبي في المقدرة على احضار أسد خلال فترة وجيزة، وبعد ايام قلائل احضر الجهاز الأجنبي الأسد الخاص به بينما تأخر الجهاز العربي وحين ارسلوا من يتحقق عن الأمر وجدوه، أي الجهاز العربي، ممسكا بأرنب ويقوم بتعذيبه للاعتراف بأنه أسد
كما ان الفكرة السائدة لدى معظمنا أن أمن الدولة عبارة عن مجموعة من الاشخاص بمواصفات سيئة ودون مشاعر ولا يشترط وجود الذمة لديهم، يلبسون نظارات سوداء ينظرون من خلالها الى البشر وتخفي ما في أعينهم ويركبون سيارات أميركية سوداء ضخمة بزجاج مظلل يظللهم ولديهم صلاحيات لاهانة الشعب وعدم احترام آدميته واقتحام المنازل وانتهاك الحرمات والتنصت على المكالمات وتسجيلها للمساومة عليها لاحقا بالاضافة الى وجود أفلام بالصوت والصورة وفي حال عدم وجودها يتم تركيبها (ودبلجتها) حسب الحاجة. كانت تلك النظرة السوداوية الموجودة لدى عامة الشعوب العربية واحد الاسباب لثورتها بعد ان بلغ الظلم مداه فيها وهو ما نرفضه ولا نتمناه في جهاز أمن الدولة لدينا ونطالبهم بالارتقاء اخلاقيا ومهنيا لحمايتنا بعد الله وصون كراماتنا وجميع من هو على هذه الارض الطاهرة وتبسيط الامور والعمل باحترافية وعدم المبالغة دونما حاجة، فمن غير المعقول أن يوضع حظر على بعض الجنسيات بأكملها لدخول الكويت كما حدث في احتفالات هلا فبراير في حين ان بعض افرادها كان قد دخل الكويت بشكل رسمي ومحترم عدة مرات ولا غبار عليه الا أن طلبه قوبل بالرفض في شهر فبراير بحجة ان المنع يشمل جميع هذه الفئة مما يدل على عدم المهنية والتدقيق. على كل فرد اتباع الطريق الأسهل وهو منع الجميع. أنا شخصيا ضد الغاء جهاز امن الدولة ولكن مع تطويره والارتقاء بأسلوبه.
في السابق كنت أعتقد ان البلد مليء بالمدمنين من كثرة ما أقرأ عن كثرة الوفيات بالجرعة الزائدة الى أن اتت قضية محمد الميموني، رحمه الله، لتكشف لنا عن السبب الحقيقي وراء ذلك كله، واذا عرف السبب بطل العجب.
بعد المقال السابق اتصل بي الشيخ منير عرب ليذكرني بعد أن نسيت بأن اكتب موضوع الخاتم الالماس الذي سرق منه عندما تمت مداهمة مقره من قبل رجال المباحث وتم التحفظ عليه ضمن موجوداته وحين طالبهم به بعد ان اطلقوا سراحه تم طرده، حاميها حراميها، ومنا الى وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، مهمتك صعبة يا بوحمود بس انت قدها.
[email protected]