سعد الحرمل
باسم محمد الشرف هو جار لي، وبمكانة شقيقي الأكبر حرمل ويماثله عمرا، نشأنا جميعا في حي واحد بمنطقة العمرية تربطنا أواصر الإخوة والجوار وبقية أفراد الحي، شاءت إرادة الخالق سبحانه وتعالى أن يتعرض لحادث سير نجا منه بأعجوبة بعد لطف الله تبارك وتعالى، إلا انه دخل في غيبوبة لمدة 23 يوما في غرفة العناية الفائقة بمستشفى الفروانية، كنا نزوره فيها ونسأل الخالق أن يرد فيه السمع والبصر، ويبدو أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبتليه ويكفر من ذنوبه، ومن يحبه، حين أدخل ذلك المستشفى لتبدأ معاناة أهله حين لم يوفر المستشفى له الفراش الخاص بالمرضى فاقدي الوعي وذلك تجنبا للتقرحات التي تصيب المريض نتيجة البقاء طويلا في السرير، وطلب من أهل المريض دفع تأمين الفراش ليتم طلبه من المستودعات الطبية في صبحان، ضاربين بالعرض مواد الدستور التي تكفل للمواطن مجانية العلاج، ولا تنتهي معاناته عند ذلك الحد، فبعد أن أنعم الله عليه وأعاده للحياة بإفاقته من غيبوبته تم نقله إلى الجناح العاشر غرفة 3 ليدخل وذووه في فصل جديد من فصول المعاناة خاصة في مستشفى لا يعي ماذا تعني جملة انتهت الزيارة ولا يقيم لعبارة ممنوع التدخين أي اعتبار وهو ما سنعود إليه بعد قليل، ولكن بعد أن ننتهي من استعراض السلبيات الطبية لنعـــرج بعـــدهــا علــى سلبيــات المستشفــى الإدارية والتـــي تشكل جل مشاكل وزارة الصحة بأكملهــا، بعــد أن استعاد المريض وعيه وتم نقله إلى الجنــاح أصبح في غنى عن جهــاز التنفــس الاصطنــاعــي والذي عملت له فتحــه في مقدمة رقبة المريض وتركت مفتوحة بعد إزالة جهاز التنفس بالرغم من مطالبات أهله المتكررة لتسكير هذه الفتحة بعد انتفاء الحاجة لها ولكن لا حياة لمن تنادي، أمر آخر استغرب منه أهل المريض بعد نقله للجناح وهو وجود قضيب حديدي مثبت في ساق ابنهــم لتعليق وزن عليه لسحب الحوض دون اخــذ رأيــهم بذلك أو حتى إعلامهم والأدهى من ذلك ان ذلك القضيب انكسر نتيجة لحركة المريض وتــم وضع آخر وثقب الساق مرة أخــرى، أيضــا دون علم أهله، وإن كان من المفترض أن يتم ذلك في مستشفى متخصص بالعظام كالرازي بدلا من الاعتماد على الزيارة الأسبوعية لكل من طبيب العظام وطبيب العلاج الطبيعي.
في يــوم الجمعة 8 الجاري كنت في زيــارة للمــريـض وقد حرصت علــى الحضور قبل موعد الزيارة ووجدت أهله لــديه وحيــن قــاربت الساعة على السابعة مساء استأذنتهم بالانصــراف لقرب انتهــاء مـــوعــد الــزيــارة، عندها ضحك الجميـــع قــائليــن: إنه لا يوجد موعد لنهاية الزيارة فهــي مفتــوحــة طـــوال 24 ساعة، اعتقـــدت أن فــي الأمــر مبالغــة وانصرفت متجهـــا لبــاب الخروج لأفاجــأ بأفواج الزوار تتوافد، وكأن باب الزيارة فُتــح للتو، كما لفت انتباهي وجــود جمهور غفــير مــن الزوار من مختلف الجنسيــات وقد افترشوا الممر مشعلين سجائرهم (معمــرينــها) لدرجة أنك تشعر للوهلة الأولى وكأنــك فــي أحد مقاهي خيطان أو الحساوي، في طريقي للباب توجهت لمكتب المشرف الإداري ولدى دخولي استقبلني دخان سجائرهم ووجدت خمسة أشخاص، كان اثنان منهم ينفثان الدخان وبسؤالي عن المشرف علمت أنه لم يكن بينهم وانه غير موجود ولا يعلمون أين ذهب (قهوة شعبية مو مكتب) انتظرته قرابة 10 دقائق وعندها انصرفت، فالمكتوب باين من عنوانه بعد أن انقلب المستشفى من مكان لراحة المرضى إلى مقهى واستراحة للزوار، بل انني لا أستبعد أن يأتي يوم لتسمع فيه عبارة سحلــب وطــاولــة يا معلـــم، ومنــا الـــى السيد وزير الصحــة ويعيش قــرار منــع التــدخيـــن فــي الــدوائــر الحكوميــة.