رحلت عن هذه الدنيا الشخصية التي كانت تلعب دورا مهما في حياتي العملية، رحل إنسان اجتمعت فيه صفات القيادي الناجح الذي كان لي «نموذجا» ساهم بشكل كبير في مسيرتي التربوية وكان «المرجع» الأول لكل مشكلة تواجهني أثناء عملي كمدير مدرسة، زاملته عندما كنت رئيسا لقسم مادة الاجتماعيات في مدرسة معاذ بن جبل المتوسطة حيث استقبلني استقبالا رائعا على اعتبار إنني الوحيد في المدرسة الذي كنت فيه رئيس قسم «كويتي» فلا أنسى أبدا اللوحة التي خلف مكتبه وكتب عليها:
إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأول
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا
فإذا عزلت فإنها لا تعزل
فسألته عن سبب وجود هذه اللوحة فقال لي: المنصب ما راح يدوم لأي شخص فلازم تكون لك «بصمة» جميلة مع من تتعامل معاهم فإذا تقاعدت أو حصل شيء آخر فالعمل الجميل الذي عملته أثناء عملك سيجعل الآخرين يذكرونك بالخير.
بوصالح كان نعم الأخ والمسؤول الذي تشرفت بالعمل معه، كان حنونا على الجميع ويراعي الحالات الإنسانية للمعلمين والطلبة وجميع الهيئة الإدارية، وكان قادرا على حل أي مشكلة في المدرسة، وكان حنونا جدا على الطلبة ويراعي الحالات الخاصة وكان يقول لي دائما: احرص على أن تكون قريبا من المعلمين والطلاب لأنك ستكون يوما ما مسؤولا في المدرسة فيجب أن يشعروا بأنك أخ وأب لهم ويشعروا بالراحة النفسية، كانت لديه قدرة كبيرة على الإنصات والاستماع لمشاكل الآخرين دون ملل وكان قلبه كبيرا، يحرص بشكل «دائم» على توصيل خبرته لي شخصيا بكيفية التعامل مع الجميع، وكان يطلب مني دائما بقراءة دليل المعلم المدرسي الذي يعتبر المرجع الرئيسي لكل مدير مدرسة وكأنه يشعر بأنني سأكون يوما ما مديرا للمدرسة.
استاذي الغالي إبراهيم الصالح «بوصالح»، إن فقدك كبير ومؤلم لأهلك ومحبيك وطلابك ولكل من زاملك أثناء مسيرتك التربوية، إن فقدان إنسان عزيز على القلب «مؤلم» والمؤلم أكثر عندما تكون تلك الشخصية كشخصية الغالي بوصالح والذي أعتبر نفسي طبق الأصل من شخصيته في كيفية التعامل أثناء عملي كمدير مدرسة وكان لي «مرشدا» اسأله في أمور كثيرة لخبرته الطويلة ولم يبخل علي في لحظة عن تقديم المساعدة وكان يقول لي باستمرار: بوفهد إنت حسبت أخوي الصغير لا تستحي مني وراح أكون لك «سند» في كل اللي تطلبه وبأي وقت اتصل.
أخيرا... رحمك الله أستاذي إبراهيم الصالح وتأكد تماما أن الكثيرين يفتقدونك ويفتقدون «ابتسامتك» وروحك الطيبة، رحمك الله رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]