أيام تفصلنا عن مناسبة ذهبية بمعنى الكلمة، تمر على قلوبنا وعقولنا معا.. إنها اليوم الوطني السعودي الـ91.
عندما تقف أمام ذلك التاريخ المتأصل والمتجذر في منطقة الجزيرة العربية فيتعذر على القلم كتابة شيء يليق بمقام ذلك التاريخ الساطع كالشمس في وضح النهار، حينها وددت أن أكتب نوعا مختلفا، فالكثير من المؤرخين والكتّاب جمعوا الكثير والكثير ليكتبوا عن تاريخ توحيد المملكة فأحببت أن أكتبها بأسلوب آخر.
إنه غرس الملك الراحل عبدالعزيز، رحمه الله، ينمو ويثمر، إنها سنة التغير غدت ريحا قوية تنتقل من جيل إلى جيل.. إنها الخطوة الذهبية الأولى.
منذ اللحظة الأولى وعينه كالصقر ترقب، وقلبه بالشجاعة يخفق، والحكمة والتروي سبيله المستقر في منهجه ورؤيته، ليس ملكا عاديا بل بناء الممالك، ليس موحدا عاديا بل موحد المملكة العظمى، ليس مؤسسا عاديا بل مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
صنع الملك الراحل الخطوة الذهبية في تاريخ المملكة فأنار بريقها ليضيء الطريق لأبنائه وأحفاده فخرج من بين ظهرانيهم في كل مرحلة ذلك الشبل الذي يحمل الروح والفكر معا مستناً بسنة المؤسس في التوحيد وللتوحيد.
وحّدها عبدالعزيز رجالا وأرواحا وهضابا وسهولا تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ووحدها سلمان العزم والحزم ضد الإرهاب وأذنابه ووحدها جهودا في حماية الأوطان والأديان، ووحدها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ضد الفساد وأشواكه وزارعيه، فانبرى للوحدة الملحة وحدة هذه المرحلة، فوحّد الشباب للنهوض بالبلاد، وحّد البلاد لتجري بها الدماء المتجددة الفتية، وحّد تطبيق القانون على الجميع ليجتث الفساد ويحافظ على خيرات البلاد ليجدد رؤية المؤسس في تحقيق الوحدة والرخاء وينظر للمستقبل ورياح التغير حاضرة في وجدانه وامتداد أبيه وجده نبراس أعماله هي خطوة ذهبية يخطو بها أبناء الملوك، ولا فخر هي أنفاس زكية تجعل الأحلام واقعاً في بلاد سخية.
كل عام والمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها في تقدم وازدهار وأمن وأمان.