التاريخ يكرر نفسه، وما حدث مع هؤلاء يحدث في الكويت، فكيف وأين الرابط؟ ومَن من المسؤولين يمثل غراهام بل؟ ومَن يمثل ميوتشي؟ ومن الذي يسرق؟
أنطونيو ميوتشي مهندس ميكانيكي وفيزيائي إيطالي وهو المخترع الحقيقي للهاتف باعتراف مجلس النواب الأميركي رسميا عام 2002 ولد في إيطاليا ثم عاش في كوبا، وكان في عداد الفقراء بسبب بعض المدينين المحتالين وتسبب ذلك في بيع بيته بالمزاد العلني، وقد استطاع ميوتشي العيش في بيته حتى بعدما بيع في المزاد بسبب أن صاحب البيت الجديد ابن حلال وفيه خير، كما يقال، وقد سمح له بالبقاء فيه دون أن يدفع له قيمة إيجاره، بعد ذلك تضاءلت أموال ميوتشي الخاصة مما جعله يعتاش قوت يومه باعتماده على الأموال العامة للبلد إضافة إلى مساعدة أصدقائه.
في عام 1871 ذهب ميوتشي إلى المكتب الأميركي لبراءة الاختراع والعلامة التجارية مقدما لهم اختراعه ليحصل على براءة الاختراع لهذا الجهاز، ولكنه نسي شيئا مهما لم يكتبه في طلبه وهو أن الجهاز يتميز بوجود الانتقال الكهرومغناطيسي من الترددات الصوتية، وهو تحويل الذبذبات الصوتية إلى نبضات كهربائية يتيح فيها نقل الصوت عبر سلك من مسافة بعيدة، ولأنه لم يكن يمتلك الدولارات الـ 10 اللازمة لتسجيل هذا الطلب طبقا لما جاء في التاريخ الرسمي الإيطالي لم يتم إثبات براءة اختراعه.
في عام 1876 أتى ألكسندر غراهام بيل مقدما اختراع ميوتشي الذي قام باختراعه بناء على فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات ميوتشي على أنه هو من صنعه «في حين أن المخترع الحقيقي هو أنطونيو ميوتشي»، وذكر فيه الانتقال الكهرومغناطيسي من الترددات الصوتية بواسطة تيار الكهرباء الموجي، وقد تم تسجيل براءة اختراع الهاتف باسم ألكسندر غراهام بيل بدلا من ميوتشي.
غراهام قناص سرق خلاصة الفكرة واستغل الموقف ونجح وصار اسما لامعا، قدم للعالم كمفكر ومخترع عالمي وفي المقابل انتهى الفقير إلى المجهول.
العجيب أن الضمير الأميركي استيقظ بعد 113 عاما لينصف ميوتشي بعد أن صارت عظامه رمادا وأفكاره سمادا. وهنا يتذاكى غراهام الكويت ليصنع مثل غراهام الهاتف، والنتيجة لن تكون واحدة.
(المعلومات الواردة من ويكيبيديا).