هذا يوم ينبغي أن نذكر فيه أعمال الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ومع ذلك فإنها أعمال لا تُنسى، فقد أسعدتنا سنين طويلة فارتبطنا بطلته الجميلة من على المسرح أو من شاشة تلفزيون الكويت، وكان في كل مرة يأتينا بجديد من إبداعه الذي لا ينفد.
لقد طُبِعَ هذا الرجل الفنان على حب الفن، وفَضلهُ على كل شيء آخر في حياته، حتى صرنا لا نرى له إلا ما يقدمه من إبداعه، أو اتصالاته الاجتماعية التي لا تنقطع بأصحابه الذين عرفهم منذ أمد طويل.
لقد سعدت برؤية الاستاذ عبدالحسين عبدالرضا لأول مرة عندما كنت أعمل وكيلا مساعدا في تلفزيون الكويت، وكانت رؤيتي له في سنة 1963 وكان وقتها يعمل مع فرقة المسرح العربي، وقد درب هذه الفرقة الأستاذ زكي طليمات، وهو فنان كبير له شهرته الواسعة، وقد استفادت فرقة المسرح العربي من عملها مع الأستاذ طليمات اتقانا لفن المسرح وُحبا له، وحرصا على السير في طريق الفن.
وقد وجدت - آنذاك - في الاستاذ الفنان عبدالحسين عبدالرضا الصفاء وطيبة النفس، وحب الناس، والرغبة الشديدة في عمل شيء يُذكر في عالم التمثيل. فقد كان هذا هو ما يهواه، وبخاصة بعد انخراطه في الفرقة المشار إليها. وأذكر أنه قد جاء الى التلفزيون ومعه مجموعة من زملائه يطرحون فكرة قيامهم بتقديم تمثيليات متنوعة عن طريق الشاشة الصغيرة، وقد وجدوا الترحيب اللازم، والتشجيع على المضي في هذا الطريق الذي اعتبر في ذلك الوقت نقلة مهمة في مسيرة تلفزيون الكويت.
انطلق الفنان عبدالحسين عبدالرضا وصحبه في طريق الفن، وصار علما من أعلامه، واستطاع أن يكتسب القلوب في كل ما يقدمه في تمثيليات التلفزيون، وعلى المسرح، وأضاف الى جهوده هذه الدخول الى عالم الأوبريت فأنتج لنا بساط الفقر، وشهر العسل، وغيرهما مما أعطى الحياة الفنية في الكويت صورة جديدة لم تألفها.
ومما يلاحظ أن حكومتنا قد بدأت متأخرة في الالتفات الى قيمة فناننا هذا ومقدرته الكبيرة في التمثيل والانتاج الفني، بل والمشاركة في تأليف المسرحيات، فبدأت محاولات تكريمه، وهذا يحسب لها وإن كان قد جاء متأخرا، والواقع أن فناننا هذا يستحق كل ما يقدم له من طرق التكريم. نرجو الله سبحانه أن يبقيه علما للفن في بلادنا، وأن يستمر في طريقه الذي ارتضاه لنفسه طوال السنين الماضية. ويكفيه أن الناس يلتفون حوله.