ضمن دراستنا وتخصصنا النادر في سياسات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي تشكل عملية تصميم وانشاء وتشغيل وادارة المؤسسات والمشاريع في الدولة سواء كانت خدماتية أو تنموية الركيزة الاساسية لإنجاز المشاريع، لاسيما المتعلقة بنقل وادارة وتقييم التكنولوجيا والإدارة المعرفية، التي يكون فيها العنصر البشري ومؤسسات وطنية اللبنة الأساسية لتحقيق الهدف المبتغى منه من المشروع. وجدير بالذكر فانني تقدمت للجهات العليا بالدولة قبل نحو عقد بمثل هذا الأمر، إلا ان الجهود لم تكلل بالنجاح، وما حدا بي لإعداد هذا المقال هو انجاز مستشفى الجهراء والمبنى المساعد للطيران المدني في مطار الكويت، وقد يشمل مقالي هذا مؤسسات أخرى كمستشفى جابر.
فبعد إنجاز المشاريع والتأكد من صلاحياتها يأتي الدور الأهم للعنصر البشري المتضمن ادارة وتشغيل وتطوير وتنمية وصناعة هذه المشاريع، وهذا لا يشمل فقط توظيف كوادر وطنية للمشروع حين انتهائه، بل يستوجب ان تقوم المؤسسات الحاضنة للمشاريع باستقطاب الكوادر البشرية منذ بدء المشروع لمواكبة خطوات التصميم والإنجاز والتشغيل، حتى اذا ما افتتح هذا المشروع تكون هذه الكوادر مهيأة لذلك، وقد يتطلب كذلك الاستعانة بخبرات من كوادر أو مؤسسات أجنبية للمساهمة في ذلك على ان يكون جل الاشتراط إعداد وتدريب الكوادر الوطنية للمساهمة في حمل مسؤولية ادارة هذه المشاريع حين الانتهاء منها، إلا ان نقص أو غياب الخبرة في أسس نقل وتقييم التكنولوجيا او ندرة المتخصصين يجعل من هذا الأمر صعوبة في الإعداد.
وحيث ان الواجب يحتم علينا، وان لم نكن قد استوعبنا ما ذكرت آنفا، لإنجاح إدارة هذه المشاريع وغيرها ان يصار الى التالي:
- يشكل مجلس الوزراء لجنة متخصصة تكنوقراطية لترشيح وانتقاء كوادر في تخصصات فرعية تحت ما يسمى بإدارة المستشفيات «Hospital Management»، وهذه تخصصات متواجدة في جامعات أجنبية، ترسل على اثرها كوادر وطنية علمية متميزة ـ من دون واسطات في التوظيف ـ للتخصص في شتى فروع ادارة المستشفيات، لضمان وجود الكوادر التقنية القادرة على ذلك، وإن كان هناك توجه لإدارة مستشفيي جابر والجهراء من قبل شركات أو هيئات أجنبية، فلا ضير في ذلك، على ان يتم وبصورة موازية إعداد ما اقترحناه.
ـ ويشكل كذلك مجلس الوزراء لجنة لإعداد ادارة المبنى الجديد للمطار، وان تستغل الفرصة لابتعاث كوادر لتهيئتهم لإدارة المطار الجديد الذي سيتم افتتاحه بعد سنوات بإذن الله.
السادة أعضاء مجلس الوزراء الموقرون:
لا يخفى علينا كمواطنين حرصكم على شتى الأمور في الدولة، واني لأتقدم اليكم باقتراحي هذا لتطبيقه على المشاريع سالفة الذكر، وإي مشاريع مستقبلية تحتاج الى علم وتقنية لإدارتها، فبالإعداد السليم وبالتخطيط المتقن، وبإعداد والاستعانة بالكوادر الكويتية المتميزة لإدارة مرافق الدولة ومشاريعها الهامة والتنموية والاستراتيجية، نكون قد بدأنا فعليا في اولى خطوات التنمية الشاملة لنرى وترى أجيالنا القادمة الكويت متطورة ومتقدمة وفق الأسس والمعايير العلمية والتكنولوجية، «فما خاب من استشار».
وأود في هذا الصدد أن أتقدم بالشكر الوافر الى صديق العمر والجار العزيز م.فواز ابراهيم القطان لاقتراحاته ورؤيته في هذا الصدد.
والله من وراء القصد.
[email protected]