[email protected]
مساحة هذا اليوم الفكرية الثقافية الإثرائية هي حول كتاب له قيمته العلمية والتاريخية، وهو الكتاب الذي ألفه د.سامي عامري وعنوانه: «هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى؟»، وكل أسرة مسلمة بحاجة الى هذا الكتاب النوعي العلمي الذي رفد المكتبة العربية بكتاب موثوق يرد على إحدى شبهات التنصير والمستشرقين، ويثري المكتبة العربية الإسلامية بالرد على الملاحدة واللادينيين.
عزيزي القارئ إن اقتنيته فاقرأ أول (خمسين) صفحة فستجده يتناول ما كتبه د.موريس بوكاي الطبيب الفرنسي الذي كتب عن الكتب السماوية المقدسة الإنجيل، التوراة والقرآن الكريم، ومال إلى القرآن أكثر، ويقال إنه الطبيب الذي أشرف على نقل جثة فرعون الى فرنسا للترميم، ولفت في الجثة وجود (الملح) وهو يفترض أنه عاش بالقرب من نهر! فقيل له إن هذا هو فرعون موسى الذي غرق في البحر (اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية).. المهم أن كتابه انتشر وفرح به المسلمون وقيل إنه (أسلم)!
ثم جاء د.مايكل كامبل الأميركي وردّ على الدكتور موريس بوكاي لأنه يملك العديد من اللغات ففند الكتاب وطرح منهجه بأن القرآن وافق العلم ولا يوجد فيه خطأ علمي، وتعرض للبيئة الجاهلية وما فيها من أساطير الكتب السماوية وتجنُّب محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكر الأخطاء العلمية وتنويع الموضوعات الكونية في القرآن وليس شرطا أن يوافق العلم لأنه يعتبر من أكثر الكتب التي تعيد اليقين للمسلم في دينه وعقيدته، حيث انه طرح في الثمانينيات وكان ظهوره فتحا علميا للمسلمين وقرآنهم.
الكتاب قدم له د.محمد العوضي وعرض له كل من الإخوة: د.صلاح الخالدي، د.فضل حسن عباس، ود.إبراهيم عوض ود.حاتم جلال وهذا الإصدار القيم من إصدارات مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان وطبعته «رواسخ» في سنة 1439هـ - 2018م فريق انكشاري!
يرد هذا الكتاب على شبهات المستشرقين ودعاة التنصير في ربانية كتاب الله مع الاعتناء بسبر موقف المكتبة الأكاديمية في الغرب منذ تاريخها خاصة أن الكتاب المقدس النصراني يحكم في الكتابات الغربية وهو المصدر الأول في قصصهم!
اليوم ما أحوج الآباء والأمهات الى كتب تجيب عن أسئلة أبنائهم، خاصة أن هذه الاسئلة التي تمتلئ بها الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي يقف وراءها من يجاهرون بكفرهم وإلحادهم، وايضا أولئك الذين لا همّ لهم إلا التشكيك بالقرآن الكريم وكل معتقداتنا الربانية!
نحمد الله عز وجل القائل في محكم التنزيل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). اليوم مركز «رواسخ» يوفِّر للقارئ المحب للثقافة العامة هذا الكتاب النوعي الذي ألّفه د.سامي عامري وفيه كل الردود التي تحتاج اليها للرد على كل الغبش الذي يثار حول القرآن الكريم وهو بلا أدنى شك رسالة علمية موجهة للمسلمين حتى يزدادوا إيمانا بما حباهم به الحق تبارك وتعالى من هدى وأيضا لغير المسلمين حتى يبصروا الحق عيانا وحجة جديدة تصفع المشككين لرسالة القرآن العظيم المقدس.
بعد قراءتي للكتاب: هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى؟
أيقنت الآن أن هناك كتابا يرد هجمة ومواجهة مطاعن وشبهات الحاقدين على الإسلام بما يطرحونه علانية في التشكيك بالقرآن الكريم وصدقه وإعجازه وأحكامه وحقائقه وزعمهم بأنه (صنع بشري) في فكرته وصياغته، ألفه وكتبه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وانه مقتبس من كتب اليهود والنصارى وغيرهم!
هذا ما يقولونه ويثيرونه منذ القدم الى اليوم وهذه الشبهات اليوم مع وجود الشبكة العنكبوتية استبدلوها بكتبهم وأبحاثهم وبحوثهم ومقالاتهم ومحاضراتهم لأنها وسيلة سهلة وتصل الى أكبر قدر من الناس في كل مكان!
قد انبرى أستاذنا د.سامي عامري وهو تونسي من مواليد عام 1975 وحاصل على دكتوراه في مقارنة أديان ومذاهب معاصرة ونخبة من المفكرين وكوكبة من المجتهدين في الرد على هذه الاتهامات وبينوا زيفها وباطلها، وهذا واجب عظيم قاموا به للانتصار للقرآن الكريم من شبهات أعدائه من المستشرقين وغيرهم فجزاهم الله خيرا عما قدموه.
لقد وجدت في هذا الكتاب الذي طبعته «رواسخ» مناقشة علمية وموضوعية وبالأدلة للرد على أمثال هؤلاء المتقولين بالأدلة العلمية والتوثيقية والشرعية وكل البراهين المنطقية والحقائق التاريخية اليقينية وبلغة هادئة تخاطب العقل الإنساني المنصف والباحث عن الحقيقة.
أنا ومن معي من محبي الكتاب نجد أن المؤلف د.سامي عامري استطاع في هذا الكتاب المرجع أن يوضح حقيقة القرآن الكريم ليوقن أصحاب البصر والبصيرة أنه كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد سد للمسلمين ثغرة عظيمة.
٭ ومضة: قال تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) الكهف 1.
لا يوجد كتاب على وجه الأرض يضاهي القرآن الكريم من حيث المحتوى وينبوع الحكمة والعلوم في أسلوبه ومضمونه في اللفظ ووفاء في المعنى وبين خطاب للعامة وخطاب للخاصة وبين إجمال وجمال وبيان وما فيه ما يقنع العقل ويمتع العاطفة والنفس الإنسانية وقوة المعاني والوجدان وفي براهينه وأحكامه وترقيق وتهويل وتعجيب!
لقد أثبت د.سامي عامري ربانية القرآن الكريم عبر مناقشته المطولة وسعة اطلاعه على المصادر الأصيلة لكل قضية قررها ومن خلال ما وهبه الله عز وجل من موضوعية وإنصاف وما أوصله اليه العلم القائم على التأصيل والتقعيد والاستدلال فجزاه الله خيرا عما قدم لملة الإسلام.
٭ آخر الكلام: الكتاب القيّم يقع في أكثر من خمسمائة صفحة ومملوء بالمراجع الإسلامية والكتابية وكثير منها باللغة الانجليزية، فضلا عن استعانة المؤلف ببعض المراجع العبرية والسريانية اللغوية وحرصه بشدة على أن يكون أسلوبه في الرد قويا محكما منسابا بعيدا عن الانشائيات ملتصقا بالمنهج العلمي باذلا أقصى ما أنعم الله به عليه من جهد وموهبة في سبيل إنجاز كل ما ينفع أمته وشريعته ودينه.
٭ زبدة الحچي: لقد اقتضت حكمة الله أن يختم رسالاته الى الناس كافة بكتاب شامل جامع بين للناس أمور العقيدة والأحكام والأخلاق ومادام أنه الكتاب الخاتم فلابد أن يصان من أي تحريف ومن أي زيادة أو نقصان لأنه سيبقى الدستور الخالد للناس كافة، إذ لا كتاب بعده فلا يتطرق اليه شك ولا ريب، قال سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9.
وختاما: تنوعت أدلة المؤلف في هذا الكتاب الحجة الذي يرد على كل الشبهات التي استهدفت القرآن الكريم لما حواه من أدلة من القرآن الكريم نفسه وأدلة من التاريخ وأدلة من العقل وغيرها من الأدلة كلها تشهد ببطلان ما زعموا، ورافق ذلك أسلوب شيق في العرض والتسلسل ولغة واضحة تفصح عن المراد، فجزا الله أستاذ د.سامي عامري خير الجزاء وصحبه الكرام الذين رافقوه في هذا الكتاب، وبارك الله في جهود «رواسخ» وكل من يذود عن كتاب الله تعالى.
في أمان الله..