[email protected]
بعد أن احتل قلبي د.مرزوق يوسف الغنيم وضمن ذلك غزا زاويتي بهذا المقال القيم الذي كان عبارة عن نقاش تلفوني تحول الى زيارة وخاطرة تمنى على أن أُمزقها لكنني أعلنت رفضي وأنشرها والحكم عند القراء الكرام، فأنا لا أستطيع تمزيق ما كتبه أستاذي ومعلمي.
يقول بوعيسى: لم أكن أعلم أن التواصل الاجتماعي يعد من أنجح العلاجات النفسية، لأننا كنا نعيش منذ أن ولدنا، نتقارب كل وقت مع أهلنا وأصدقائنا ومع من نعمل معهم، ونتباعد بملك أنفسنا عندما تطرأ ظروف خارجة عن إرادتنا من مثل العمل أو السفر ولو أنه هناك تواصل مع آخرين في حينه، إلى أن جاءت جائحة «كورونا-19»، أو كما يسميه الأطباء جائحة مرض «كوفيد -19»، فأصبح التباعد وسيلة من وسائل حماية أنفسنا من العدوى، وتباعدنا فلا يرى الأب والأم أولادهم إلا قليلا، ولا يرى الأصدقاء والزملاء بعضهم بعض إلا نادرا، فَرُطَت الديوانيات التي كانت تجمع الأصحاب والخلان، ولم تعد هناك لقاءات الود والراحة النفسية وأصبحت التلفونات سيدة المقام الأول في التواصل، ولكنها للأسف اُستغلت لبث الإشاعات بين الناس، وآخرها ما يقال عن لقاح كورونا من أنه ضار وأنه مميت، والغريب أن من يقول هذا ليس من ذوي الاختصاص، فمنهم العامة الذين يكررون ما يقال دون فهم للموضوع، ويذكرنا هذا بالماركة العالمية التي كانت لأنواع الحاكي او الفونوغراف او ما نسميه «البشتخته» وهي (His Master Voice)، تعيد ما تلقم به من اسطوانات، او للأسف يأتي بعض الكلام من أطباء ليسوا من ذوي اختصاص ينقلون ما يسمعونه دون تروٍ، وللأسف يصدقهم العامة.
أرجع للقول بأن التواصل الاجتماعي يعد من أنجح العلاجات النفسية، وقد تيقنت من ذلك عندما التقيت بأخوين كريمين لم ألتق بهما منذ اكثر من عام، وذلك مساء يوم الخميس الماضي في منطقة أبو الحصانية بمنزل الأخ الصديق محمد المليفي ـ بوخالد ـ أطال الله في عمره.
كان لقاء حارا لم تكن به نفس ثقيلة، كما قال الفارس الشاعر راكان بن حثلين:
يا محلا الفنجان مع سيحة البال
في مجلس ما فيه نفس ثقيلة
تخللت جلستنا تلك نقاشات عديدة تخللها الكلام في الأدب والشعر، وانتقلنا الى الفكاهة التي أضحكتنا وأسعدتنا.
٭ ومضة: بعد فراق طويل تكون لحظات اللقاء من أسعد اللحظات، وهذا ما أحسست به عند لقائي بالأخوين الكريمين، كانت مشاعر اللقاء جياشة، لحظات ازداد فيها نبض القلب، تبين فيها الوفاء وقوته، واللقاء له ميزة كبيرة فهو ينسيك حنين الأمس وينسيك أيضا القلق من الغد.
٭ آخر الكلام: كان ثالثنا الأخ الكريم (أبوسالم المطبقي)، أراه للمرة الأولى رجل ظريف جميل المعشر حسن الخلق، تكفل لنا بشواء «الكستنا» في تلك الليلة الباردة جوا الدافئة لقاء، فكان شواؤه بالدرجة التي يدعى فيها (تأكل أصابعك وراءها) وكان الشواء على جمرات من الغضا لها رائحة عبقة تدفئ النفس قبل الجسم، فله الشكر فقد أضفى على تلك الليلة جوا رائعا جميلا، إضافة الى الأخوين الكريمين.
٭ زبدة الحچي: في وقت سابق تحدثنا عن العمامة الكتويلية، وأعلنت أني أتنازل عن حتى ترشيحي لها، وقد عوضني الله خيرا منها وهو حصولي على «صولجان السهرة»، فقد أهداني الأخ محمد خيزرانة لها رأس نحاسي جميل، وذلك تقديرا منه لي لأني استطعت أن أسهر في تلك الليلة خارج البيت حتى الساعة التاسعة مساء دون خوف أو وجل، وهذا مما لم أتعوده، حيث يعد ذلك إنجازا أستحق عليه ذلك الصولجان.
أستاذي أبا عيسى: أرجو ألا تحرم محبك والقراء الكرام من خواطرك وسلامنا الى اخويك الكريمين د.يعقوب ود.عبدالله، وشكرنا على ما يقدمانه لأمهما الكويت وشعبهما.. وتبقى أستاذنا الأعز الذي نتمناه أن يزورنا، فأنت صاحب العمامة الكتويلية والصلوجان يا آسر القلوب والمحبة والتقدير.
٭ همسة: إليك يا ابني مهند.. أعرف تماما من رباك وربتك وأنت تبدأ مشوارك الوظيفي ورسالتك الإعلامية في «المارينا»، اعلم ان الكرسي زائل عنك وباقٍ لغيرك، فاعمل بما علمته يا فارس الأثير ولا نزكي على الله أحدا.
محفوف بدعوات والديك وزوجتك وأسرتك يا نسل الفرسان.. الله يوفقك لما يحب ويرضى يا أبا يوسف!
في أمان الله.