[email protected]
يقول مثلنا الشعبي: «إذا كبر ولدك خاويه».
في جائحة كورونا 2020 ـ 2021 زاد اجتماع الأسرة الواحدة مع بعض لتطبيق الحظر الجزئي والكلي، وبالتالي أصبح هناك وقت طويل للوالدين ليتعرفوا عن قرب على أبنائهم وعيالهم في الزمن الكوروني.
سطوري إلى كل أم.. كيف تخاوين ابنتك؟
وكلماتي إلى كل أب.. كيف تخاوي ابنك؟
هذه فرصتكما لتمارسا دوريكما في قضية جوهرية مرتبطة بتربية أبنائكم في زمن الحظر، حيث أصبح (الفضاء الإلكتروني) مفتوحا على مصراعيه ويوجه الأبناء.. رضينا أم رفضنا!
والسؤال: كيف تتعاملان وتربيان طفلكما وهو ثروتكما الحقيقية خاصة أن البيت صار يتحمل كل مهام التربية لغياب دور المدرسة الفاعل في هذا السياق.
اليوم أدعوكم إلى قضية غاية في الأهمية وهي تربية ولدك وبنتك؟
لابد اليوم من فتح حوارات مع هؤلاء الأبناء ومتابعتهم وتوجيههم، وعلى وزارتي الإعلام والتربية إيجاد البرامج المشتركة التي تساعد الآباء والأمهات لتوجيه عيالهم لها في ظل وجود الفضاء المفتوح المليء بالبرامج الطيبة وأيضا الخبيثة الضارة!
ديننا الإسلامي، ومعه شريعتنا الغراء، يعلمنا أن «العلم قبل العمل»، وهؤلاء الأطفال والشباب إن لم يجدوا الرعاية والتربية الواجبة من الآباء والأمهات والمدرسة والمسجد وكل قطاعات المجتمع فسينحرفون عن الدرب السوي.
اليوم والله فرصة عظيمة في كورونا على الأمهات والآباء استغلالها للتقرب من أبنائهم لغرس كل التوازن المطلوب وجدانيا وسلوكيا وزرع الخير في عقول وضمائر هذه الأجيال.
ما أعظم ما ينتظرهم خارج جدران بيوتهم من المغريات والملهيات وعوامل الجذب الخارجية التي تستهدفهم، من مرحلة الابتدائي وما يليها من المراحل وصولا الى التخرج من الجامعة.
اليوم فرصتك أيها الأب وأيتها الأم، فمبادئ التربية ثابتة لا تتغير وإنما الظواهر الاجتماعية هي التي تتغير وتؤثر، فواصل الإعلام والتواصل الاجتماعي ومنظومة الإنترنت أصبحت تؤثر بشكل مباشر، فإذا غفلت عن أبنائك فسيسبقك آخر إليهم.
القاعدة التي تعلمناها من الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لاعبوهم سبعا، وأدبوهم سبعا وصاحبوهم سبعا، ثم ضع الحبل على الغارب.
إنها (المخاواة) والصداقة واجتهدوا على هذا الأمر المهم.
إن من يربي ويتعب سيجد ثمرة تربيته في حياته وتذكروا «من زرع حصد»، هكذا هي الحكمة العظيمة التي تعلمناها، وبهذا يكون جسر الصداقة هو المشاعر والأحاسيس والتقاليد التي تربطك بأنجالك.
٭ ومضة: عزيزي ولي الأمر، أكنت أبا أم أما، أنت بحاجة ماسة إلى (5) حاجات سلوكية وهي:
ـ مشاعر معلنة متوازنة مع جميع الأبناء.
ـ مداعبات وملاطفة.
ـ محبوبات ـ شقّ الحبيب!
ـ مصارحات، وهذه مهمة جدا.
ـ مشاركات، نقاشات، أفكار.
لابد من إظهار حبك لضناك وألا يتعلم الجفاء منك، والمصارحة والمشاركة هما سبيلك لقلوبهم حتى تخفف عليهم ضغط الجائحة والتعلم عن بعد والانعزال أثناء الحظر، وما ذكرته لك من الـ 5 نقاط إذا طبقتها ستربح! وكما جاء في القول المأثور: «من شب على شيء شاب عليه».
٭ آخر الكلام: شوف من الآخر ولدك سفيرك إلى الآخرين، وأنت أيتها الأم: ابنتك سفيرة لك عند أهلك وناسك ومجتمعك. اتبعا سياسة الباب المفتوح ، وخففا من العراك الفكري والخلافي، واستخدما (القاموس السحري) في التعامل مع ولدك أو ابنتك:
(حبيبتي الغالية، حبيبي يا أغلى ناسي، حلوتي، عزيزي، أنا فخور بك، أنا فخورة بك، أنت ثقتي)، وهكذا أسمعه وأسمعها ما يرغبان فيه من العبارات، وكن دائما قريبا من أبنائك حتى تكون ملجأهم عند الحاجة إليك ولا تخذلهم أبدا. وتذكر أن ابنك إذا أحسنت تربيته فسيكون نسخة منك إذا كبر.
٭ زبدة الحچي:علمنا الآباء والأمهات والأجداد والجدات أنه:
قد ينفع الأدب عند صغر
وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلــين إذا قومتــــه الخشــب
نحن في زمن للأسف نعلم كثيرا ونربي قليلا!
أنت عزيزي ولي الأمر أمام أبناء جيل إلكتروني جديد يتطلب حوارا جديدا واتباع إرشادات من سبقوك في التربية، واحرص أن تستمع أكثر مما تتكلم، وكن محاورا ومناورا وحذرا فهذا الجيل أكبر من عمره بكثير، وخذ دائما مساحة الاتفاق، وألغ (لا) من قاموسك، وحاور من تحب بأحسن الأسماء التي يحبها، وابتعد عزيزي عن ضمير المتكلم وضمير المخاطب، وكن أمينا في كل كلمة تقولها ولا تغضب حتى لا تخسر (الإقناع) الحواري، وأخفض من صوتك.
البر والرحمة والشفقة وحسن التعامل طريقك نحو قلوب عيالك، ولهذا أقولها عن تجربة: رفقا بالأبناء الأعزاء.
قالها الشاعر البوصيري:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
إن كبر ولدك خاويه ورافچه بالكويتي، أي اجعله صديقك، وأنت أيتها الأم لك نفس النصيحة: خاووا عيالكم!
في أمان الله..