[email protected]
أعرف عزيزي القارئ أن العنوان يخوّف، فمن منا لا يخاف الموت؟!
فاجأني العزيز الصديق أبو شميس في صلاة الفجر بالأمس بمداخلة غريبة لأول مرة أسمعها منه عن هادم اللذات وتحديدا سكرة الموت!
عقب خاطرة الشيخ مصطفى أبو حسين (أبو البراء) خرج الجميع وبقيت وحدي مع (أبوشميس) في المسجد ننتظر الشروق لنصلي الضحى ونخرج من المسجد غير أنه قال لي: اكتب عن (سكرة الموت) فالناس لاهية في الحياة ويحتاجون إلى من يذكرهم بهذه اللحظة الفظيعة العظيمة (سكرة الموت) والتي ستأتي لكل إنسان في لحظة الأجل، وعليه أن يستعد لها!
أرهبني حديثه الجاد عن (سكرة الموت) وكنت قد قرأت عن هذه اللحظة من الوعي واللاوعي فسكرات الموت المكتوبة لكل إنسان ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق... - سورة ق: 19).
عزيزي القارئ، عليك أن تقرأ هذا الكلام وهذه السطور حتى تعرف ما هي (سكرات الموت)، فهذه السكرة لها أعراض وعلامات، وسكرة مأخوذة من (سكر) والجمع سكارى، والسكران كما نعلم خلاف الصاحي، أما (سكرة هنا) فتدل على موته وشدة هذا الموت وأهواله وكربه التي تصيب الإنسان في حال نزع الملائكة روحه، حيث تخرج روح الإنسان من جميع العروق والأجزاء والمفاصل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للموت لسكرات».
ويكون خروج الروح بارتفاعها الى أعلى الصدر وهو التراقي ثم تخرج من الجسد فإن كانت هذه الروح مؤمنة تصعد الى السماء وتفتح لها ابواب السماء، ثم تعاد إلى الأرض، وأما غير المؤمن فلا تفتح له أبواب السماء وتبقى روحه في الأرض مسخوطا عليها، ومنه قوله تعالى: (كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق - الإنسان: 26-30).
٭ ومضة: استجابة إلى نصيحة أخي ابوشميس، أكتب عن هذا الموضوع العظيم، وطلب مني أكتب للقراء بأن يتعودوا الدعاء: «اللهم اجعل سكرة موتي هينة بقدرتك يا الله»، لأن روح المؤمن تخرج بكل سهولة ويسر، حيث يطلب منها (ملك الموت) الخروج فتخرج بسهولة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: «يأيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء».
وتنزل عليه ملائكة بيض الوجوه ومعهم أكفان من الجنة ويجلسون أمامه ويخرجون روحه بسهولة بعد أن يقولوا له: يأيتها النفس المطمئنة، ويجعلون روحه في الأكفان المطيبة وتخرج منها رائحة طيبة ويكتبونها في عليين ثم تعاد إلى الأرض.
٭ آخر الكلام: أما الروح غير المؤمنة (الكافرة) فتخرج بعد معاناة شديدة، حيث تتفرق في جميع جسده بعد أن تبشره الملائكة بالعذاب والغضب من الله تعالى وتأبى أن تخرج، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: «ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يأيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول» ومعنى السفود (سيخ يشك فيه اللحم المشوي).
قال الشاعر محذرا من غمار الشهوات من أهل البطالات:
ألا يا نفس ويحك ساعديني
بسعي منك في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي
بطيب العيش في تلك العلالي
٭ زبدة الحچي: لمعرفة حجم قوة وسطوة (سكرة الموت) نقف على قوله تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون - الأنعام: 93).
عزيزي القارئ، عليك أن تنشد منذ هذه اللحظة تذكر لحظات (سكرة الموت) فيارب ارفع درجاتنا وأخرجنا من الدنيا أنقياء من الخطايا والذنوب لأن (ألم) سكرة الموت لا يمكن تخيله!
اللهم ارحمنا عند الموت والطف بنا من سكرات الموت.. اللهم آمين.. شكرا أبوشميس!
٭ دعوة: تمنى على ابنتنا النشطة المنجزة د.رنا عبدالله الفارس وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تزور منطقة أبوالحصانية وتمشي بسيارتها في ق10 شارع 100 لتشاهد حجم الدمار في شوارع المنطقة وأيضا الخروقات التي يقوم بها البعض في الدخول للمنطقة من الشارع الرئيسي مكسرا الشبك مزيحا للحواجز، فقط ليختصر كم متر لأن المدخل لا يبعد عن الرصيف الذي كسره، مثيرا الغبار في المنطقة ودخوله المفاجئ يسبب الحوادث، لأنه يسير في شارع سريع وينحرف ليدخل من فتحة هو صنعها اختصارا لدخول المنطقة، خاصة الشاحنات والسيارات الـ 4 درايف، مما يستوجب عليك كجهة مسؤولة أن تضعوا الحواجز الاسمنتية منعا لهذه الاختراقات مع اصلاح الشوارع المكسرة وشارع (94) الموازي للشارع السريع يحتاج إلى ما لا يقل عن 4 مطبات حتى نخفض سرعة السائقين خاصة أن الأطفال والعمالة المنزلية والعمال الراجلين هم المتضررون من سرعة بعض السائقين الذين لا تردعهم إلا المطبات، طال عمرك ولك جزيل الشكر والتقدير.
.. في أمان الله.