[email protected]
واتساب من ابني عمر ناصر السعيد ينعى والده الغالي اخانا ناصر جاسم السعيد ـ رحمه الله ـ صاحب المبادرات الخيرية.
في المقبرة، أمّنا الشيخ ناصر شمس الدين وهو واحد من اكثر طلابي حبابة الى قلبي، ثم سرنا معا في جنازته، وأطنب الشيخ ناصر شمس الدين في مدح الرجل وخصاله.
أما أنا فقد عرفته منذ نشأتنا بمنطقة القادسية ودراستنا في مدارسها بسيف الدولة والقادسية المتوسطة وفي العمل وطرقات الحياة.
سافرنا مع بعض، وكان نِعمَ الصديق الصدوق، وعملنا مع بعض عندما قدم إلينا في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ليعمل في زيارة المشاريع والإغاثات المختلفة بعد استقالته وتقاعده من وزارة الكهرباء، إذا لم جانبني الصواب.
واخونا ناصر له من اسمه نصيب، فهو ناصر لكل عمل دعوي وخيري وإغاثي وتنموي، سافر هنا وهناك من اجل المعونات، اتذكر عقب التحرير ايام ما كانت الهيئة الخيرية الاسلامية ترسل المعونات للشعب العراقي والأقليات وأماكن الكوارث، كان ناصر احد ابرز الرجال الذين قاموا بها على خير وجه مع الزميل بدر الشمروخ وفيصل الجيران ومبارك القريان وآخرين.
حزن خيم بالامس على جميع من عرفه عن قرب، فهو انسان هادئ، كريم النفس، عف اللسان، حكيم غير متهور، ومن مشى امس في جنازته يعي ويعرف ان الناس الذين تقاطروا على مقبرة الصليبخات معزين كلهم يدعون له بالمغفرة والرحمة بعد ان استرد الله امانته بهذا الرجل الذي عرفته طوال عمره صابرا وفي صمت عجيب، وقد سمعت الكثير عن افعاله الخيرة وانا اقف مع المعزين لاداء واجب العزاء فالكل يثني ويقول: انه اشترى الآخرة في كل اعماله.
رحم الله ابا خالد الذي اتسع قلبه للجميع داخل الكويت وخارجها، صاحب المهمات النوعية في العمل الخيري والاغاثي ومن عايشه وعاشره يعرف معدنه الاصيل.
اعزي اسرته الكريمة وابناءه الاعزاء واصدقاءه المقربين الذين اعرفهم، والسموحة لمن غفلت عنهم لكثرتهم.
٭ آخر الكلام: يا رب يا حي يا قيوم، ان هذا عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصر جاسم السعيد، خرج من روح الدنيا وسعتها واحبائه فيها الى ظلمة القبر، وما هو ملاقيه، فيارب اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومثواه الفردوس الاعلى في الجنة، واحشره مع المتقين، واغفر له يا رحمن، وانقله من ضيق اللحود الى جنات الخلود، هذا الدعاء ومنك الاجابة، ارحم واغفر لاخي ناصر جاسم السعيد، وتكفون يا قراء ترحموا في هذه الليلة المباركة، لهذا الطيب الحبيب الذي كان قلبه معلقا بالمساجد والعمل الخيري والانساني، ربح البيع ابا خالد.
سلام عليك ايها الراحل العزيز، وسلام عليك في غيبوبة الموت، والموت حق، ورحيلك ابا خالد ملأ نفوسنا بالاحزان، ولم تبق الا دمعة الوداع بعد ان افل نجم هذا «الكويتي الخيري»، وصدق الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع المال
ولكـنّ التقي هو السعيد
نعم، هو وبجدارة الاخ المغفور له باذن الله ناصر جاسم السعيد، ويامال الجنة ابا خالد، والله انا لفراقك لمحزونون، وتسقط عبرة تتلوها عبرات ايها المتصالح مع نفسك ومع الآخرين، والاكيد ان منطقة القادسية مرتع صباك وشبابك حزينة اليوم، وانت من اوائل من سكنوها واحبوها.
مسيرة خضراء لا تعد ولا تحصى في ادواره، وتعازينا القلبية لأهله والله يلهمهم الصبر والسلوان، والعزاء موصول لكل العوائل التي عزيناها بالأمس وهم: بدرية الحساوي، غريسه الطواش، ومحمد الملا فهد، والله يرحم جميع أموات المسلمين يا رب العالمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.