[email protected]
لم يرَ المواطن العربي على امتداد الوطن العربي بريق أسنانه لأنه منذ زمن طويل لم يضحك ملء شدقيه!
السعادة فعل أمر فاعله أنت؟ فلمَ لا تضحك؟
تقول لي: وماذا عساي أن أضحك وأنا المثقل بالهم والقلق والألم؟
أقول معك كل الحق، لكنني أيضا أذكرك بأن السعادة ليست في امتلاك كل شيء ولكنها في الشعور بالقناعة بأقل شيء!
ولأكون صريحا معك أكثر بأن السعادة الحقيقية ليست بالأخذ فقط، وإنما هي في العطاء وبقدر ما تعطي تسعد!
قد تكون نظرة فلسفية في ظل (واقع قلق) وأوضاع مزرية وكل الخوف على هذه الأجيال التي تكبر حاملة معها العواطف غير النبيلة!
لذا في القول المأثور نجد عبارة: يا رب إذا أعطيتني مالا لا تأخذ سعادتي.
أنا شخصيا وجدت السعادة في إسعاد غيري وكرست حياتي لهذا، ومن هنا أستطيع أن أؤكد أن نصيب السعادة يتوقف على رغبتك أنت أولا في أن تكون سعيدا وتهون الأمور.
ومضة: سئل رجل عن سر سعادته وما الكنز الذي يخبئه ليمنحه السعادة فقال: إن الكنز الذي منحني السعادة ليس في الفضة ولا الذهب، إنه اجتهاد في العمل، واستقامة في المسلك، واعتدال في كل شيء، إنه ثقة بالنفس يحدوها الإيمان.. وقد صدق وأفلح إي والله، فلمَ لا نجرب؟!
آخر الكلام: صدق والله الشاعر الحطيئة عندما قال هذه الأبيات:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيدُ
وتقوى الله خير الزاد ذخرا
وعند الله للأتقى مزيدُ
ولهذا قالها حكيم منذ قرون: ابحث عن السعادة في عملك، وإلا فإنك لن تعرف ما هي السعادة.
طبعا مشاهد العنف والألم والبارود والعداوات والمشهد السياسي المليء بالفرقة كلها عوامل طاردة للسعادة وجالبة للبؤس!
عالمنا الفارابي - رحمه الله - يقول: السعادة هي غاية الإنسان القصوى التي لا غاية وراءها، ويبلغها الإنسان عندما يحقق كماله، أي يشبع حاجاته المادية وبخاصة حاجاته العقلية والروحية.
زبدة الحچي: اعلم عزيزي القارئ أننا نحاول دائما أن نبحث عن السعادة والفرح لأنها حاجة إنسانية وسنظل نبحث عن السرور أينما كان وقمة السعادة أراها في سعادة المرء بحسن ظنه بالناس لأن الناس للناس والكل بالله.
قالها أبو القاسم الشابي:
هذي سعادة دنيانا فكن رجلا
إن شئتها - أبد الآباد - يبتسمُ
شاعرنا جبران خليل جبران يقول:
وما السعادة في الدنيا سوى شبح
يرجى فإن صار جسما ملّهُ البشر
يا رب أنا وقارئي اجعلنا أن نكون هناك في آخرتك:
(إن المتقين في جنات ونعيم) الطور: 17.
من خليجنا العربي إلى محيطنا (نريد أن نفرح) وكفانا هذا (الربيع وتداعياته الجاثمة على صدورنا).
أرواحنا وأنفسنا تتوق للضحكة والأمن والأمان والرخاء في محيط من أرض وسماء مشتعل قد يصل إلينا ويذهب ما تبقى من ضحكتنا وأحلامنا.. اللهم أمنّا في أوطاننا.