[email protected]
إنها شرارة الشيطان!
ناس يسمونها الفزعة!
وناس يسمونها الحميّة!
وناس يسمونها انتخي بك!
وناس يسمونها معي يا ابن بلدي!
إنها والله العصبيات المقيتة والنخوة التي في غير موضعها!
ثقافة بدأت بالانتشار في الآونة الأخيرة هي «ظاهرة الفزعة»، وهناك فزعة محمودة مثل تلبية نداء ولي الأمر والوطن والخير، وهناك أخرى قبيحة جدا تضر بالكويت وتضرب القوانين المدنية وتمجد «ثقافة الغاب»!
هذه الفزعة لأبناء القبيلة والعائلة والمذهب والجنسية ورطت «مواطنين ووافدين»، لأنها تبدأ بصرخة مناداة ثم تتحول إلى قضايا ضرب وهواش وقتل! ولهذا قيل إن الغضب نار محرقة!
إن المطلوب في حالة وجود ما ذكرت هو عدم التدخل وترك الموضوع للسلطة من شرطة وحراس أمن، اللهم إذا كان بالمقدور فض النزاع ووقف الاستفزاز وإبعاد أطراف النزاع وهذا أمر صعب!
رغم وجود الكثير من الحوادث التي حدثت ونتجت عنها وفيات، إلا أن مجتمعنا المدني مازال عاجزاً عن إثارة هذه القضية، لأن دور جمعيات النفع العام غائب، إضافة إلى الإعلام، وهو نوعان، الأول يقوم بنشر كل شيء دون تحري المصداقية وهذا له آثاره السلبية الكبيرة على مجتمعنا الكويتي الناشط في «الميديا»، وهذا الميدان لم يستغل استغلالا طيبا للتوعية، وهناك قطاع «غير عريض» ولا كبير بالفعل يهتم ولا ينشر أي شيء إلا بعد التيقن بأن الخبر صادق.
أُتابع ما ينشر بحكم وجودي في مكان الخبر وأتألم لوجود مثل هذه الحالات المتزايدة في قضايا «تخزني وأخزك» ثم ماذا؟
إما أن تبدأ المشاجرة «رأس برأس» أو يستفحل الأمر وتبدأ الفزعات والاعتداء والتحرش والضرب بكل المتوافر في اليد «سكاكين - عجرات - درنفيس - آلات حادة - مقص»!
إنني هنا أوجه تحية لرجال الداخلية والمباحث العامة وحراس الأمن في المولات على «دورهم الطيب» في إنهاء هذه النزاعات والفزعات والحميّات!
كنت مرة «بالچبرة» وإذا بهوشة «بنغال - مصريين - إيرانيين» ما حوّل السوق إلى ميدان حرب حقيقي بكل ما تطوله الأيدي! وعشرات من سيارات الشرطة والنجدة حسمت الموقف وسيارات الإسعاف تنقل المصابين، لأنها باختصار نزعة موالاة وجاهلية جديدة!
المرجو اليوم أن نبادر بإيجاد «ثقافة جديدة» تعرف الفزع والذعر واللجوء والإغاثة، فكلها مدلولات «تخوف الناس» ولنذكر جميعا «الفزع الأكبر» يوم القيامة!
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال في أكثر من حديث:
لا تغضب، فإن الغضب يجمع الشر كله.. وتذكرون الحديث الشريف: ليس الشديد بالصرعة..!
ومضة: صرحت وكيلة العدل المساعد لتكنولوجيا المعلومات الأخت هبة العبدالجليل لـ«الأنباء» في يوم 5/ 6/ 2017 وللزميل أسامة أبوالسعود: 4014 حدثا أحيلوا للنيابة بـ 2835 قضية في عام 2016، بالاعتداء على المال والنفس، ما شكل أكبر قضايا جنح الأحداث، طبعاً الذكور هم الأكثر في «جرائم الفزعات»!
لقد ولّى زمان الأحنف بن قيس الذي قال:
أخوك الذي إن تدعُهُ لمُلمَّةٍ
يُجبْك وإن تغضب إلى السيف يغضبِ
آخر الكلام: هناك في الإحصاءات 75.2% نسبة مرتكبي جرائم الأحداث من المواطنين وغير الكويتيين من الوافدين وغيرهم 24.8%.. أليست هذه أرقاما صاعقة!
قال الشاعر:
عليك بإخوان الثقات فإنهم
قليل فَصِلْهم دون من كنت تصحبُ
زبدة الحچي: من أمن العقوبة أساء الأدب، والمطلوب «فزعة مجتمعية» للتوعية بهذا الأمر المهم وهو في الأخير تحد للقوانين وهيبة الأمن، وعلى التجار أصحاب المولات، الذين يشكرون على وجود هذا الكم من «حراس الأمن»، إلا أن المطلوب أيضا التوعية بمثل هذه القضايا، خاصة أن شريحة المولات من «الشباب» وهم الجمهور المستهدف، والله يحفظ الجميع من هذه الفزعات والحميّات!
وتذكروا أن أشر إخوانك من أرضاك بالباطل!