[email protected]
سيظل لغز «ترامب» مستمرا حتى يسقط القناع!
الكل مبهور بهذا الرئيس الأميركي في اتجاهين لا ثالث لهما، الأول معجب به وبتصريحاته المثيرة وقدرته على الابتزاز العلني للرؤساء والشعوب، والثاني مناوئ له ورافض كل أعماله وأقواله!
خطوة ترامب الحاقدة ضد مدينة القدس المباركة تحتاج إلى وقفة جادة منا كشعوب عربية مارس معها «الغطرسة» علنا وعدوانا سافرا بعد رئاسته وسعيه الحثيث في رحلة الطموح والغرور والمال والنفوذ!
يجب علينا أن نتوقف عند «فكره وكيفية اتخاذه القرارات»!
كمعلم درَّس المرحلة الابتدائية لسنوات أستطيع أن أحلل بعضا من حياة ترامب وما يتصل بعائلته وطفولته، وهنا يجب أن نستعين بمختصين يتابعون دراسته الابتدائية منذ أن كان طفلا في مدينة كوينز شمال ولاية نيويورك وأيضا الجامعات التي درس فيها في برونكس وفيلادلفيا والأعمال التي عمل بها في مدينة أتلانتيك سيتي وبنما وروسيا وأذربيجان!
علينا أن نعرف أقرباء ترامب وزملاءه في الدراسة وأصدقاءه المقربين وشركاءه في العمل والمديرين الذين عمل معهم وموظفيه ومؤيديه ومنتقديه!
أنا أعتقد شخصيا أن ترامب ذكي ألمعي يعرف كل ما يصب في مصلحته.
هذا الرجل الذي تحسبه أهوج انتخب ليكون الرئيس الرابع والخمسين ويقول عن نفسه إن دوافعه مستمدة من والديه! في نشأته وانتصاراته وهزائمه! وانه ظل طوال حياته يبحث عن الحب والقبول!
عشرات الفيديوهات يوميا نشاهدها عن هذا الرئيس وزوجته وابنته وكلها أعطته بعدا إنسانيا ورئاسيا جاذبا كما صورت لنا وسائل الإعلام الأمر وبأنه الشخصية الرئاسية الأكثر جدارة!
لقد اختار كما أتذكر في حملته الانتخابية شعارا جميلا يفهمه الأميركان: (Make America Great Again) وناشد الناس من ناخبيه على أنه «الرجل الأنيق الجدي المستقيم» ابن الرجل العصامي الذي بنى المنازل المتواضعة للطبقة الوسطى، وانه بجدارة سيكون رجل الاستعراضات، ووصف نفسه بالآلة التي تسجل أعلى نسبة مشاهدات!
عرف كيف يخاطب الناخب الأميركي وتطلعاته ويزيل مشاعر الإحباط ويثبت لهم يوما بعد يوم أنه صاحب سياسة وليس مبتدئا وفاق دهاؤه دهاء كل الساسة الأميركان والمستشارين والمطلعين على دقائق الأمور، واستطاع هذا «الترامب» أمام الجموع أن يكسب ودها وهو اليوم ينفذ وعوده لها مبتدئا بالقدس!
ومضة: لطم أمة العرب بالقدس ولطم المكسيكيين بكلفة بناء الجدار الذي يحول دون تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة وسمى داعش «الأشرار» وهكذا هو في كل يوم يُطلق بالونة من بالوناته الاختبارية والانتخابية في تراتبية ترامبية متباهيا بدرجة من مستوى التباهي المثير للفضول ومتفوقا في الاستعراضات، متبجحا ما بين التلميحات والتعليقات الساخرة ويرسم على وجهه شبه ابتسامة هازئة بالسياسيين العاجزين، متلاعبا بعواطف المشاهدين والمتابعين لفكره الترامبي الآثم الذي بدأ يروجه داخل المجاميع الأميركية والكل يراهن على عبثية ترامب!
آخر الكلام: عندما يصرح ترامب بأن وقتي ضيق جدا! فاعلموا يا سادة أننا في انتظار المزيد من الترامبيات القاتلة على وزن القدس، فالرجل رضينا أو أبينا رئيس أكبر دولة وأصبح يبتز الحكومات والشعوب علنا تارة بالتهديد وأخرى بالتلميح!
العبارة الدارجة على لسانه دائما «سيعود ممكنا»!
دونالد ترامب أخبر حشوده ومناصريه بما سيفعل وهو الآن نفذ الوعود وتسلم المال ونفذ تهديده ووعيده لأمة الإسلام!
زبدة الحچي: نحن أمام شخصية رئاسية ترامبية يملك الاستعراضات وأراه بكل صراحة «حرباء سياسة»!
يقول في يقين صادق: «لنُعد إلى أميركا عظمتها»!
وهذه المقولة إما سترفعه إلى أعلى فوق السحاب أو سترمي به إلى أسفل السافلين!