[email protected]
ابنتي عهد التميمي: أبعث إليك بسطوري من الكويت التي ناصرت فلسطين بموقف مبدئي بطولي ثابت طوال سنوات النكسة!
أنا أرى فلسطين فيك ابنة الـ 17 عاما.. بروحك المقاومة!
وأرى أمامي في المشهد خذلان الأمة العربية والإسلامية لأننا أمة عاجزة مفككة، والإسرائيليون يعرفون هذا وعملوا على جعله (واقعا) نعيشه مع الأسف الشديد!
ابنتي عهد: المجازر التي تحصل اليوم هي بعينها التي حصلت في دير ياسين أبريل 1948 ومذبحة قبية أكتوبر 1953 ومذبحة كفر قاسم 1956 ومذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا سبتمبر 1982 ومجزرة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) 1996، ومذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل 25 فبراير 1994، وانتفاضة الأقصى 29 سبتمبر 2000، هذا جزء من الحقيقة في هذه المذابح والمجازر الوحشية المضرجة بالدماء والعار!
ابنتي عهد: مهاجرون توافدوا على فلسطين من كل أصقاع الأرض وجاؤوا من كل البلدان يقولون: فلسطين بلاد أجدادهم وليس في يد أحدهم وثيقة تثبت أن جده في فلسطين!
فتحية بطولية لك يا ابنة بلدة النبي صالح غربي رام الله في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة!
ابنتي عهد: باستطاعة القوة الغاشمة الصهيونية اليوم أن تغتصب الأرض وتغتال الرجال وأن تبيد المتظاهرين، ولكنك أنت أحييت في الأمة والشباب أن فلسطين باقية مادامت فيها فتاة مثل عهد التي لطمت الجندي الإسرائيلي وركلته وعضت يده لتوقف مسلسل تزوير الواقع والجغرافيا وطمس التراث!
أنت يا عهد: كنت الصرخة الفلسطينية الأبية والهوية والنذير والنفير والفداء والجهاد والعمل في هذا الخطب الجلل والمنعطف الخطر أمام عدونا القديم والمعاصر.. ومثلت بجسدك النحيل الأمة كلها، فهل هناك فخر أكثر من هذا يا تاج رؤوسنا ووسام صدورنا؟
حسبوك ترجلت أيتها الفارسة ووضعوا القيد في معصميك لكنك كنت الشجاعة الواقفة التي لم يهزمها القيد الحديدي، بل تحولت إلى (الأسطورة والأيقونة) لكل الشعوب الحرة التي ترفض الاحتلال!
وأنا من الكويت أقولها: لا صوت يعلو على بطولة عهد التميمي ونضالها بكل مفردات العطاء الوطني والفداء والتضحية ابنة فلسطين البارة، التي ستكون مشعلا وأنموذجا لشبابنا في حراكهم ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين الحرة!
ومضة: من الكويت التي ساندت فلسطين وشعبها طيلة سنوات النكبة بموقف مبدئي ثابت أبعث بـ «رسالة محبة ومشاركة لابنتي عهد» وهي خلف القضبان وأقول لها: امس يا عهد رزقنا الله الغيث في الكويت بعد طول انقطاع فنزل المطر والدعاء مستجاب ومستحب عند نزول المطر، فدعوت لك لوالديك واخوانك وشعبك وكل أسر الشهداء الجدد الذين سقطوا خلال الأيام الماضية في يوم الأرض لينضموا إلى مواكب الشهداء والمجد من رجال ونساء أهلنا في فلسطين.
آخر الكلام: عهد يا ابنتي الصامدة يا أيقونة المقاومة في أعين كل أحرار العالم لك منا جميعا تحية حب وتقدير ومناصرة ووفاء وعهد ووعد بأن ننصرك وأنت في سجنك خلف القضبان أيتها الحرة الأبية الفائزة!
عهد ابنتي: نعرف جميعا أنك ما صفعت الجندي الإسرائيلي أو ركلته أو عضضته إلا بعد أن أطلق الرصاص المطاطي على ابن عمك البالغ من العمر 15 سنة وتسبب له هذا الاعتداء في عاهة مستديمة!
لكنني أطمئنك ستعودين بإذن الله إلى مقاعد دراستك أيتها الخريجة بامتياز ومرتبة شرف!
زبدة الحچي: حكايتك يا عهد تجعلنا نجدد العهد كلنا في أرض فلسطين وخارجها من الخليج العربي إلى المحيط ونردد ما قاله الزميل عامر الفالح في (الشماتة) وأحسبه حقيقة جسّد الواقع ووضع النقاط على الحروف!
سامحينا يا عَهَدْ
ما بأيدينا سلاحٌ أو عتَد
كي نفكَّ القيدَ عنك
لا تظنِّينا سَنَد
نحن أقزامٌ وأنت
قامةٌ مثل أَسد
ما لدينا غير شجبٍ
أو بياناتٍ مريضة
لن يواسيك أحد
سامِحينا يا عَهَدْ
وافضَحي اليوم بصرخاتِك عالَم
صار مسخاً للأبد
ابنتي عهد: أُقبِّل رأسك الطاهر فأنت فتاة بألف ألف ألف رجل!
هذه حكاية فتاة تُحكى لكل الأعمار والأجيال.. إنها عهد التميمي ابنة فلسطين التي خلَّدت اسمها في صفحات تاريخ المجد والبطولة.