[email protected]
٭ الأولى:
في الوقت الذي تشهد الكويت وأوروبا عامة، وفرنسا خاصة، جدلا متزايدا حول (الحجاب) وارتفاع نبرة المعادين للإسلام، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وجوب احترام الحريات الدينية في بلاده للحفاظ على الوحدة والمجتمع، مشيرا الى أنه يحترم كل امرأة ترتدي الحجاب!
هذا هو الرئيس الفرنسي يفجِّر (المفاجأة) ويحترم كل امرأة ترتدي الحجاب!
والجميل في تصريحه أنه اختتمه بالقول: إن الخوف من الإسلام ناجم عن تعاظم التيارات الراديكالية والمتطرفة، مبينا أن (الإسلام الحقيقي) لا يعني التطرف!
شكراً سيادة الرئيس الفرنسي ناصر الحجاب ومني إلى بني جلدتنا وديننا ولكل فتاة ناصرت حملة «حجابي به تحلو حياتي».
ونبقى نحن في جدلنا العقيم الدجاجة قبل أم البيضة؟
صورة وموقف فعلا محيران!
٭ الثانية:
في عام 1956 شنَّت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عدوانا ثلاثيا اثر قيام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس!
كانت هناك أسباب ظاهرة وأخرى خفية مثل دعم مصر لثورة الجزائر بالمال والمدربين، وهذا لا يرضي فرنسا!
وقّعت مصر معاهدة مع الاتحاد السوفييتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة مما أثار إسرائيل!
تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر منع إنجلترا من (التربح) من مداخيل القناة المالية!
هذا العدوان وحَّد الأمة العربية وجعلها تهتف بقصيدة موحدة سأذكرها لاحقا!
٭ الثالثة:
الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقوم باستعراض قوة على الرئيس السوري الذي لا يملك من أمره شيئا، فالقرار عند الروس وإيران، وتأتي الضربة بعد الإعلان عنها والتجهيز لها وهي (نوع جديد) من الضربات ليست كما حصل في عام 1956 أبداً، وإنما بُلغت بها القيادة الروسية المسيطرة على القرار في سورية وتم تنفيذ (عملية محدودة)، والغريب أن جزءا كبيرا من الشارع العربي (فرح) بهذه (الضربة اللاضربة)!
٭ ومضة: ماذا حصل لأمتنا العربية وعربنا؟
آه.. تغيرنا وصرنا فرقاء وكتلاً وغاب عن أمتنا النشيد الذي يوحدنا، وقد يسأل قارئ أو أحد من هذا الجيل الذي لم يشهد ما شهدناه من وحدة أيام زمان في (الزمن الجميل)، يوم كانت الأمة العربية تخرج قاطبة تسد الشوارع في المدن محتشدة ضد أي عدوان يصيب جزءاً منها كما حصل في الجزائر وفلسطين ومصر والكويت!
٭ آخر الكلام: رحم الله الأستاذ علي محمود طه الذي كتب كلمات قصيدة هي (دستور) مكتوب على جبين الأمة، ولحنها الأستاذ الفنان محمد عبدالوهاب وغناها، وهذه القصيدة العربية (الجامعة للأمة) تقول كلماتها:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة
مجد الأبوة والسؤددا
وليس بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا أو صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد أن يغمدا
أخي أيها العربي الأبي
أرى اليوم موعدنا لا الغدا
أخي اقبل الشرف في أمة
ترد الضلال وتحيي الهدى
أخي ان في القدس أختا لنا
أعد لها الذابحون الحدى
صبرنا على غدرهم قادرين
وكنا لهم قدرا مرصدا
طلعنا عليهم طلوع المنون
فطاروا هباءً وصاروا سدى
أخي قم الى قبلة المشرفين
لنحيي الكنيسة والمسجد
يسوع الشهيد على أرضها
يعانق في جيشه أحمدا
أخي قم إليها نشق الغمار
وما قينا والمنى موعدا
أخي ظمئت للقتال السيوف
فأورد ثناياها الدم المصعدا
أخي إن جرى في ثراها دمي
وأطبقت فوق حصاها اليدا
ونادى الهمام وجن الحسام
وشب الضرام بها موقدا
ففتش عن مهجة حرة
أبت أن يمر عليها العدا
وخذ راية من الغبطة
جلاها الوغى ونماها الندى
وقبل شهيدا على أرضها
دعا باسمها الله واستشهدا
فلسطين يحمي حماك الشباب
وجل الفدا والمفتدى
فلسطين نحميك ملء الصدور
فإما الحياة وإما الردى
يا الله.. تأملوا معاني الكلمات تجعل الدماء تتدفـق في الشرايين وحدة وفخـــرا عربيــا.
٭ زبدة الحچي: في العدوان الثلاثي على مصر العروبة ازدادت شعبية الرئيس جمال عبدالناصر، خاصة بعد إعلان الوحدة مع سورية، وعلت همة كل الحركات العربية المناهضة للاستعمار في العراق واليمن وتونس، وخرجت أفلام من رحم هذا العدوان مثل فيلم «بورسعيد» الذي جسد هذه الحرب من وقت التأميم حتى نهاية العدوان، إضافة لفيلم «ناصر 56» الذي تفوّق فيه الممثل أحمد زكي في دور البطولة.
اليوم واضح ما سُمي بالضربة الثلاثية (قوى1) النظام الحاكم في سورية بعد تفتيت (سورية التاريخ والإرث العربي المشرقي وفسيفساء الأجناس ومزاييك الديانات)، وتم تهجير الشعب العربي السوري الى كل بقاع العالم لتتقاسم موسكــــو وطهران وأتباعهما الأرض العربيـــة السورية من غير أن نرى شوارعنا تخـــرج لتهتــف: جــاوز الظالمـون المدى!
إنها صور ومواقف فعلاً محيرة.. ألستم معي؟!
٭ ردود:
- الأخ محمد خالد أرسل لي رسالة يوضِّح أنه صاحب مقال:
Die Empty وأنه من بنات أفكاره، لذا وجب الاعتذار له لأنني اعتقدت أن التلخيص من كتاب تود هنري ولو كنت أعرف هذا الأمر لنسبته له، فهذا حقه، وتقبل اعتذاري وشكري وتسلم.
- الإخوة المصريون في داخل الكويت وخارجها:
شكرا على هذه المشاعر العربية الفياضة ومقترحاتكم لي في حال موافقة اللاعب محمد صلاح على زيارتنا في المنزل، أتوقع نحتاج إلى استاد أولمبي بدل المنزل!
- القارئة لجين.. أعدك أن أكتب بالرومانسية قريبا!
- القارئ أبوهيف العجمي.. كتبت عن راكان لأكثر من مرة طال عمرك، وضع اسم راكان ستجد مبتغاك.
- القارئ مرسال الحضرمي.. والله يا أخي كتبت عن جنوب اليمن أكثر من مقال مما يقتضي التنبيه.