[email protected]
الحلم طبع إنساني في الحياة!
وعلو الهمة يحقق الحلم!
أعرف الأخ محسن الظفيري منذ عام 2000 عندما بدأنا مشروع أبوالحصاني الخيري الذي يقدم الإفطار ساخنا لضيوف الرحمن الصائمين في أكثر من مسجد، وكان محسن «رفيق درب» حيث كان يحمل «جدور الطعام ولوازم الإفطار من تمر وعصائر ومقبلات» في «وانيته» الأبيض الذي تم تجهيزه بحيث يكون «التحكم في كل من البريك والبنزين باليد»!
لم يكن محسن أبدا معاقا، فلقد كانت لديه ابتسامة مشرقة يغزو بها القلوب تعلو وجهه وربما كانت «إعاقته» هي ما أوصلته إلى هذه الهمة العجيبة المثابرة حيث يأخذ «الفطور من أبوالحصاني ليذهب به الى مسجد العم ناصر الرميح بالفنطاس» كل يوم دون ملل أو كلل وكأنه يقول.. يا رب ساعدني اأثبت وجودي وأعطني القوة كي أحقق حلمي في نيل الثواب والمكافأة في نهاية العمل، وقد حصل.
في رشة المطر الأخيرة رأيته ينزل من سيارته زاحفا على الأرض ليصلي معنا، وشفت بعيني كم هو حريص على نظافته لكن ماذا يفعل اذا كانت الأرض رطبة بالمياه وانه بمجرد «ملامسة الأرض يتوسخ ويحتاج الى ازالة الاربطة والاقمشة التي يلف بها رجله وهذه معاناة يومية فالأرض ايضا خشنة وتدمي الرجلين مع استمرار الاحتكاك».
هذا الأسبوع حقق الله حلمي ايضا اذ فاتحت «محسن كويتي» بأمر اخينا محسن، فما كان من هذا المحسن الكريم الا ان أمر بشراء احدث «جهاز ويل شير مجهز» ليهدى للأخ الحبيب محسن الظفيري.
ومضة: وانا اقولها بكل صدق:
الا أيها القلب قل للعباد
بأن الشهامة فخر الرجال
ما أجمل ان يتحقق «حلم» بيد السخاء والعطاء وحسن الخلق! يا الله ما أجمل هذا الحلم الذي تحمله لتجده أمامك «علم حقيقي»!
تستاهل يا محسن هذه الفرحة، فـ«من جد وجد، ومن زرع حصد»!
آخر الكلام:
عزيزي القارئ هل «الحلم يقتبس»؟
نعم.. علينا ان نحلم لكن لا نبتعد عن الواقع كثيرا واذكركم بقول الفرزدق:
وجهل بحلمٍ قد دفعنا جنونه
وما كان لولا حلمنا يتزحلفُ
زبدة الحچي: الشهر الفضيل على الأبواب، اردت ان اذكر نفسي والقراء الكرام والمتبرعين بأهمية الإكثار من العطاء وألا نقف عند حد معين، فكلما استطعت ان تدخل الفرحة على عاجز أو مسكين أو معوز أو لاجئ أو مهاجر فلا تتردد!
يقول تعالى في محكم التنزيل: (.. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.. الحج 77).
ما أجمل ما قاله الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرفُ بين الله والناس
فعل الخير عمل طيب وحسن، والاحسن منه ستره، لكننا نريد ان يرى الناس قدوات ونماذج للعطاء، وما اوسع أبوابه!
حبيبي فاعل الخير ما قصرت، وعزيزي محسن افرح الله قلبك، والنصيحة لي اولا ولغيري بادروا بالأعمال الصالحة، فالخير باق كالزمان مخلدُ، والله يحقق لكل انسان حلمه المشروع، وتذكروا ما قاله الشاعر:
ان ضاقت الدنيا وبي جمحت
اني على الرحمن متكلُ
واذا دجت ظلماء حالكة
بجلائها في الله لي أملُ
عزيزي القارئ: لا تقنط من رحمة الله، احلم، تفاءل فالخير مقبل عليك ان شاء الله.. الحلم والرجاء والأمل بلسم لكل إنسان متألم، والعطاء الانساني يجبر كل هذه الجروح، رزقنا الله جميعا الطمأنينية والسعادة.. واللهم ارحم ضعفنا، وحقق آمالنا.. الأحلام جميلة فاحلموا!