[email protected]
أستاذي فاضل درويش «أبومحمد» دسك معتّر ومصحح (سيباووي) ولغوي محترف، أرسل لي (واتساب) يداعبني به كوني معلما للغة العربية ومحبا وعاشقا لـ (الممحاة والقلم) والسبورة!
وشرعت ماسكا قلمي راداً المداعبة بمقال عما أحب في بلدي الكويت والتي تعيش على الدوام بمحو الأخطاء من القريب والبعيد، غافرة على مر الأزمان والعصور من فجروا في خصومتها أو اعتدوا عليها، رافعة شعار: الكويت بلاد العرب وعاصمة الإنسانية، والهون أبرك ما يكون!
اقرأوا الحوار وتمتعوا بالمعاني الجزلة من (ممحاة وقلم) دار بينهما هذا الحديث الجهري في قاعات الدرس وفيه الدرس والعبر!
قالت الممحاة للقلم: كيف حالك رفيق دربي وصديقي؟
رد القلم بغضب: أنا لست رفيق دربك.. أنا أكرهك؟ لستِ صديقتي!
قالت بدهشة وحزن واستنكار: لماذا؟
قال: لأنكِ تمحين ما أكتب؟
قالت: أنا لا أمحو إلا الأخطاء!
قال لها: وما شأنكِ أنتِ؟
قالت: أنا ممحاة وهذا عملي.
قال: هذا ليس عملا؟
قالت: عملي نافع مثل عملك بالضبط.
قال القلم: أنتِ مخطئة ومغرورة، لأن من يكتب أفضل ممن يمحو!
قالت: إزالة الخطأ تعادل كتابة الصواب.
صمت القلم برهة ثم قال بشيء من الحزن: ولكنني أراكِ تصغرين يوما بعد يوم!
قالت: لأنني أُضحي بشيء مني كلما محوت خطأ.
قال القلم بصوت أجش: وأنا أحس أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة وهي تواسيه: لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا (تضحية) من أجلهم.
ثم نظرت الممحاة إلى القلم بعطف بالغ قائلة: أما زلت تكرهني؟
ابتسم القلم وقال: كيف أكرهكِ وقد جمعتنا التضحية؟!
٭ ومضة: في كل يوم تصحو فيه أيها المواطن ينقص عمرك يوماً، فإذا لم تستطع أن تكون قلما (لكتابة سعادة هذا الوطن وأهله) فكن ممحاة لطيفة تمحو بها (أحزانهم)، وبث الأمل والتفاؤل في نفوسهم بدل كل هذا (العراك) والشحن والإشاعات والأقاويل والصراع!
٭ آخر الكلام: في أجمل وأروع من الكويت؟
لا ما في، لأنها دائما تتسامى وتترفع عن الدنايا وهي كالعومة مأكولة ومذمومة! والعومة نوع من الأسماك الصغيرة لكنه طيب ومفيد ولذيذ.
٭ زبدة الحچي: ليست العبرة في القصة (محاية وقلم) ولكنها أعمق من هذا بكثير، إنها فلسفة ديرة ليست مثلها ديرة، وشعب عظيم ووفي ليس له مثيل أبدا.