[email protected]
يتكئ المواطن البحريني الجميل في تجربته الديموقراطية على حضارات سادت في بلاده مرورا بحضارة (دلمون - تايلوس - أوال)!
بالأمس خرجت «الأسرة البحرينية» في جميع مناطق البحرين كي تصوِّت في الانتخابات النيابية والبلدية، ولتحسم النتائج في 9 دوائر من الجولة الأولى في الانتخابات النيابية و5 دوائر في الانتخابات البلدية، بينما ستتم الإعادة في 31 مقعدا لمجلس النواب و25 مقعدا للمجالس البلدية والتي شهدت جولتها الأولى أعلى مشاركة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية بلغت 67%، وبالفرز اليدوي حتى ظهور النتائج لانتخابات 2018، بينما حددت جولة الإعادة في الخارج اليوم الموافق 27 نوفمبر الجاري في 29 سفارة وقنصلية وبعثة ديبلوماسية لمملكة البحرين الشقيقة.
والجميل أن ملك البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعث ببرقية «شكر» جوابية إلى أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ردا على برقية من قائد الإنسانية وعلى هذه المشاعر الأخوية الطيبة الصادقة التي تربط البلدين والشعبين.
وتبقى الحقيقة أن الديموقراطية البحرينية «عضيد» للديموقراطية الكويتية وكلتاهما مشعل نور للآخرين.
لقد تابعت من خلال المحطات الفضائية إقبال الشعب البحريني على ممارسة حقه الانتخابي خاصة فئة الشباب وهذا تحول في المشهد السياسي في البحرين، ودليل على أن الشباب قادر على تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل التطور الهائل الذي تشهده المنامة وبقية مناطق البحرين رغبة في التغيير نحو الأفضل لمستقبل واعد.
كالعادة يعجبنا شعب البحرين العظيم عندما يرفض التهديدات الإيرانية ويمارس المواطنة الحقة في التصدي للطائفية وتعزيز التعددية والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع البحريني الشقيق وهذا حتما يثير حفيظة إيران وغيرها ممن يرفضون الديموقراطية تدخلا في شؤون البحرين الداخلية.
وكانت وزارة الداخلية في البحرين أعلنت على لسان مدير الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني ان ايران أرسلت 40 ألف رسالة إلكترونية استهدفت التأثير على الانتخابات!
نعم.. والله نحن في الكويت «سررنا وفرحنا» لإخواننا في البحرين، وصدق ملك البحرين عندما وصف الانتخابات التي تجرى بـ «اليوم العظيم»!
أعجبني جدا تصريحات وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة الذي تابع النتائج الانتخابية حتى إعلانها وأيضا ما صدر عن اللجنة العليا للانتخابات البحرينية من تصريحات أولا بأول وبشفافية، كما أن ترحيب وزارة الخارجية السعودية أثلج صدورنا والتي أشادت بالمشاركة العالية للشعب البحريني واعتبروها رفضا لأي تدخل خارجي في شؤون المنامة.
الأجمل وجدته في دور «الحقوقيين البحرينية» التي مارست الرقابة من خلال فريقها وأصدرت ملاحظاتها من خلال بيانات حول العملية الانتخابية ودعت إلى عدم تضخيم بعض الأمور ضمانا لحسن سير العملية الانتخابية.
تنافس في الانتخابات أكثر من 500 مرشح للفوز بأربعين مقعدا في مجلس النواب الذي يشكل مع مجلس الشورى السلطة التشريعية في البحرين.
بلغ عدد الناخبين 365 ألف ناخب وعدد المقاعد النيابية 40 مقعدا و30 مقعدا في المجالس البلدية وبلغ عدد الدوائر 40 دائرة على 4 محافظات.
بلغ إجمالي المرشحين 293 مرشحا منهم 252 مرشحا و41 مرشحة، وبلغ عدد المراقبين 231 مراقبا من المجتمع المدني، وبلغ عدد المقترعين في الخارج 3600 مقترع توزعوا على 49 سفارة وقنصلية في 24 دولة، كان الشعار المسيطر على الانتخابات «بصوتك تقدر»!
تحية من الكويت للمرأة البحرينية التي أثبتت جدارتها حيث وصلت امرأتان إلى مقاعد المجلس النيابي، بينما فازت ثالثة في انتخابات المجالس البلدية، فيما ستخوض ٩ نساء انتخابات الاعادة النيابية، و٣ نساء سيخضن جولة الإعادة في الانتخابات البلدية، كما لفتت المرأة البحرينية الأنظار الى حجم مشاركتها منذ بدء التصويت منذ الساعات الأولى لفتح الصناديق وأنا أعتقد «جازما» بأنها لعبت «دورا بطوليا» في دحض كل الأصوات المحرضة والداعية لعدم مشاركتها!
ومضة: نجاح العرس الديموقراطي البحريني بمشاركة فاعلة بلغت 67% توضحه «الطوابير الطويلة» التي شاهدناها امام مراكز الاقتراع وبمشاركة فاعلة من كل الأعمار وتجاوزت نسبة الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2014 وبلغت 53% وهذا تقدم مطرد ومشجع للغاية!
آخر الكلام: أثبتت مملكة البحرين للعالم بحكومتها وشعبها وبممارسة الديموقراطية وبهذا العرس الديموقراطي الجميل أن الأسرة البحرينية ملتفة حول قيادتها وتسعى للمشروع الإصلاحي الشامل.
زبدة الحچي: من المشاهد التي أعجبتني كمواطن كويتي وصحافي يتابع العرس الديموقراطي في البحرين مستوى الإقبال على التصويت والمشاركة الشعبية الفاعلة والروح التي سادت المقترعين والمتنافسين.
المشهد الآخر هو بحريني صرف، واضح هذا الشعب الحضاري الذي مارس الديموقراطية يريد ان يؤصلها في أداء الواجب الوطني دون الالتفات إلى «أصوات» تدعو للمقاطعة.
عجيب هذا الشعب الجميل وهو يمارس الآليات الشرعية ويعبر عن نفسه من خلال الأدوات الديموقراطية وأهمية هذا في العمل السياسي والتشريعي بعيدا عن الانعزال!
سرّ عظمة الشعب البحريني الشقيق بنجاحه في صد كل هذه الهجمات الشرسة التي مورست معه من خلال الهجمات الإلكترونية وكان عامل «الوعي البحريني» هو الذي أحبط كل هذه الدعوات الضالة والأصوات الخبيثة وفي تلاحم عظيم شعبا وقيادة.
وختاما: لفت نظري «وجود تيار طبق (التصويت العقابي) وتم اختيار نواب جدد بحيث يكونون اكثر حماسة وقدرة عن نظرائهم من نواب المجالس السابقة!
هكذا أسدل الستار على «الانتخابات البحرينية» الرائعة ليثبت المواطن البحريني أن له «أنيابا» ضد كل من ينتقص من قدره وحقه، وأنا أقولها لأهلي في البحرين: سفينتكم الديموقراطية اجتازت كل العواصف واختارت الأكفأ ولطمت الأشرار!
ايه.. عليكم يالبحرين!
الكويت.. تحبكم!