[email protected]
صورة نمطية بالنسبة لي (كريهة) ولا أتمنى انتشارها، وأعتقد الكثير يشاركونني هذا «الهمّ».. لأنها لا تصلح لمجتمعنا الطيب المحب للخير، إنها «صور البذخ» فما هي؟
- حفلات الزواج والخطبة.
- فساتين الزواج والشنط وحفلات الاستقبال.
- استقبالات الولادة في المستشفيات.
- حفلات أعياد الميلاد.
- تقديم (هدايا) الفشخرة!
- تخرّج الطلاب العسكريين!
- السفر بأنواعه للتباهي!
- اللباس الاستعراضي في الدوام الرسمي!
- إنارة كل أضواء المنزل ليلا!
- ترك (الخدم) يغسلون ساحات المنزل عند نزول المطر وعلى مدار اليوم!
- حفلات تخرج الأبناء في (رياض الأطفال - الجامعة)!
- إقامة حفلات للطلاق وهذه (بدعة) جديدة!
- الإسراف في «الطعام المنزلي» خاصة عندما يرمى أكثره في صناديق القمامة!
قد يفوتني شيء لم أذكره أرجو تناوله في «تعليقاتكم» على الموضوع، فالبذخ وصل اليوم إلى (حالة) يجب ألا نسكت عنها خاصة في ظل تهاوي أسعار النفط وقلة السيولة!
انتشرت في الآونة الأخيرة خاصة في «الميديا» فيديوهات في برامج التواصل الاجتماعي (تظهرنا كأننا مجتمع كويتي ذو بذخ)!
وهذا، والله يدعونا للتكاتف الآن لدحض هذه «الشبهة» خاصة في وجود «وافدين - بدون» هم من طبقة الفقراء مما قد يجعلهم ينظرون لنا بأننا «نتلاعب بالنعم»، واحنا أساسا مو قاصرين!
الإسلام مثل غيره من الأديان التي سبقتنا «يحرِّم» الإسراف والتبذير والتباهي والتفاخر، ويأمرنا بالتوسط والاعتدال دون شح أو تقتير. ومن أبرز مظاهر الإسراف والتبذير التي رأيناها رأي العين هو الإسراف في اللباس والطعام والشراب والمظاهر، وأعرف عشرات الآيات الكريمة الحاثّة على عدم الإسراف، ومثلها ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، وأنتم مثلي مرت عليكم هذه الآيات والأحاديث الدالة على النهي عن الإسراف والبذخ!
لا نريد لأجيالنا أن ترى مثل «مناظر البذخ» وتعتبرها «قدوة لها»!
لا نريد (لعيالنا وأحفادنا) أن تدفع الثمن!
قال تعالى في كتابه العزيز: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...) البقرة 30.
لا نريد في حقيقة الأمر أن نزعل «بعض الناس» ودنا الناس تفرح وتحتفل لكن بما لا يحوّل مناسباتنا الى النقيض!
لقد انتشرت «مناسبات البذخ» العامة والخاصة مما يتطلب أن يكون هناك «رأي ووعي» يقود الشارع إلى «ممارسات واعية» بدلا من هذا البذخ الشيطاني!
ومضة: إذا تُرك الإنسان دون توجيه يتحول الى إنسان جاهل متبع لهواه، ظالم لنفسه، مما قد يفسد بيده (نعم) ربّه ويترك قدوته وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علمنا معنى الاعتدال والوسطية!
انظر إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) الفرقان 67، وقوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين) الأعراف 31.
أرجو من قارئ رسالتي هذه أن يتوقف معي في معنى «بذخ»!
بذخ اسم يعني الإفراط والإنفاق الكثير الزائد على الحد والافتخار بذلك!
بمعنى، هل تحب أن تكون هذا (الأنموذج الخاطئ)؟
يقولون، بذخ الرجل أي: عظم وتكبّر وافتخر، وتطاول!
أرجو أن نحارب هذه الكلمات: باذخ - باذخة - باذخون!
آخر الكلام: وقد يسألني قارئ كريم عن أسباب الإسراف والبذخ!
- النشأة، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.. وأمه.
- الغنى بعد الفقر، والسعة بعد الضيق.
- صحبة المسرفين خاصة (الحريم) سيارتي - چنطتي - نقالي - بيتنا - شاليهنا - لباسي - چوتي!
- قلة الدين ونسيان أهوال القيامة والآخرة! جهل المرء بتعاليم الدين!
- الغفلة عن أننا في الدنيا وهي (دار عبور)!
- التهاون وطغيان الشهوات.
- نسيان الواقع المعيش بالأحداث والفقر والجوع والكوارث (إنسان غافل)!
- عدم معرفة عواقب البذخ والإسراف!
- حب الظهور والتباهي والشهرة أمام الناس!
- التقليد والمحاكاة!
زبدة الحچي: نحن جيل ناظرنا (كارثة المناخ) ورأينا ما جرى لمن أسرفوا من عواقب، وألخصها لكم بما يلي:
- علة البدن وكثرة الأمراض.
- قسوة القلب وخمول الفكر والأثر.
- حسرتهم وعزلتهم وذهاب سطوة الشهرة عنهم.
- انهيارهم في المحن التي تعرضوا لها.
- عدم اهتمام الآخرين بهم بعد انفضاض السامر من حولهم.
- شعورهم وخوفهم من المحاسبة في الدنيا والآخرة.
- محاسبة النفس (تحت وطأة الكسب الحرام)! ونظرة الآخرين لهم!
- إخوة الشياطين، قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً).
- نتائج الإسراف مروعة لها أثر على عقيدة الإنسان لأن التسرع والتهور والبذخ لها عواقب مريرة لأنها (هوى شيطاني)!
شكر وتقدير.. لوزارة الأوقاف لأنها خصصت الكثير من خطب الجمعة حول هذا الموضوع الحيوي لأن (المال) من نعم الله على العباد لقيادة حياة الناس في مصالحهم ومعاشهم و(العقلاء) قطعا هم الذين لا يبددون أموالهم فيما لا يجدي نفعا في دنياهم أو آخرتهم!
والشكر (موصول) لإخواننا في (مجلس الشورى السعودي) الذي درس وشرع غرامات على الأفراد والأسر والجهات التي تترك فائضا في أطباق الطعام ومن خلال إشراك القطاع الخاص بالتفتيش والرقابة وتحصيل الغرامات على (المتباهين) ترشيدا لنعمة الغذاء!
اللهم احفظ على بلدي الكويت وشعبي الكريم الأصيل الوفي نعمك وآلاءك واجعل هذه الخيرات معينة لنا على ما أمرتنا به من الطاعات.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.. في أمان الله.