[email protected]
الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها.. خاصة مناصريها!
2 أغسطس الدامي.. يوم عصيب على أهل الكويت!
2 أغسطس الأسود.. يوم فرزت فيه المواقف!
2 أغسطس الغادر.. ذكرى مريرة للغدر العراقي الصدامي!
2 أغسطس 1990.. يوم لن ننساه أبدا، أبدا، أبدا!
اليوم الشعب الكويتي خاصة جيلي المخضرم يتذكر الرئيس «بوش الأب» الذي توفي في ولاية تكساس عن عمر يناهز 94 عاما حسبما أعلنت أسرته ويعتبره الشعب الكويتي أحد فرسان التحرير من الاحتلال العراقي الصدامي.
هذا الرئيس الأميركي «يعشقه» أهل الكويت بكل ما في هذه الكلمة من معنى لأنه يعني لهم الشيء الكثير «يوم عز النصير»!
يوم انكشفت الوجوه وخانت الأنفس وتمايزت المواقف!
هذا الرئيس يعتبره أهل الكويت «بطل من أبطال تحرير الكويت» ومتربع في قلوبهم!
رضي من رضي، وزعل من زعل، خاصة «عربنا» الدول التي أطلقنا عليهم اسم «دول الضد» حينذاك.
عندما أقول إن الكويت حكاما ومحكومين صغارا وكبارا يحبون الرئيس جورج بوش الأب، هذه كلمة حق ليس فيها أي نوع من النفاق أو الكذب، إضافة أيضا الى الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والرئيسة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة والرئيس ميتران وغيرهما من الرؤساء.
الرئيس بوش الأب له مكانة عظيمة في نفوس أهل الديرة الكرام، وتجلت محبته في زيارته الأولى (14 أبريل 1993)، وكان في استقباله سمو أمير البلاد الراحل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد والأمير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله الذي وصفه بأنه رمز للكويتيين، رمز الحرية والشجاعة!
هذا الرئيس الأميركي الكبير في تاريخه ومواقفه الذي شغل الرئاسة في الولايات المتحدة من عام 1989 حتى عام 1993 يعد واحدا من أبرز رؤساء الحزب الجمهوري، وقد شغل في حياته منصب سفير ومدير المخابرات المركزية وكان عضوا في الكونغرس.
واليوم يحزن الشعب الكويتي لموت هذا الرئيس الأميركي الذي وقف مع الحق الكويتي، ويعتبر واحدا من فرسان تحرير الكويت بلا منازع وهو القائل: تحرير الكويت أكثر إنجازات رئاستي فخرا.
إنني أستعرض الذاكرة وأتذكر كيف خرجت الكويت لاستقباله عقب التحرير في عام 1993 رجالا ونساء وأطفالا، وحظي باستقبالات غير مسبوقة وتم تقليده قلادة مبارك الكبير، وأعطي الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت، واستقبل في البرلمان الكويتي بقاعة عبدالله السالم، وقد ألقى الشاعر الكويتي الأخ طلال السعيد قصيدته الرائعة التي عبرت عن «حب أهل الكويت» للرئيس الأميركي جورج بوش تقديرا لأفعاله وشكرا وعرفانا منها:
يا بوش ما اسمك بوش اسمك كحيلان
البوش والله والتخاذل عربنا
٭ ومضة: لماذا يحب أهل الكويت الكرام الرئيس جورج بوش الأب لأنهم يضعونه في كفة وفي الكفة الأخرى «الغدر العراقي الصدامي» وأيضا من وقف معه وآزره!
الكويت وأهل الكويت تعلموا درسا قاسيا من الاحتلال العراقي وشعارهم اليوم:
احذر عدوك مرة
واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق
فكان أعلم بالمضرة
٭ آخر الكلام: الغدر العراقي بدولة الكويت في التسعينيات من أكثر الصفات قبحا، ولهذا يحيي الكويتيون ذكرى هذا الاحتلال لبلادهم والذي مضى عليه اكثر من 28 عاما وسط تذكّر من معي ومن ضدي.. وهذا حقهم.
ولهذا يصنف الرئيس جورج بوش الأب في خانة المنقذ!
ويسكّر الكويتي أذنيه عن كل نقد لهذا الرئيس، متذكرا لحظة الاحتلال العراقي وموقف الرئيس بوش الأب الذي قاد تحالفا عالميا وحرر الكويت، وكما دخلت جحافل الجيش العراقي الديرة في فجر الخميس 2 أغسطس 1990، خرجت مهزومة على طريق العبدلي تلاحقها نيران الجيوش المتحالفة ورصاص عيالنا من المقاومة الكويتية الباسلة!
٭ زبدة الحچي: الكويتيون شعب عاطفي وفي، ولهذا حزنوا لوفاة بربرا بوش زوجة الرئيس جورج بوش الأب في 17 أبريل 2018 في هيوستن، واستقبلوا برحابة بوش الابن يوم قاد الولايات المتحدة وعندما زار الكويت.
ما يميز الكويت وأهلها خصلة الوفاء، لأنها متأصلة بهم، وهم دائما يصدقون مع «چبيلهم» في الوعد والعهد، وهي خصلة من أروع صفاتهم، فلا عجب ان حزنوا اليوم على فقد ووفاة الرئيس جورج بوش الأب الذي يعتبرونه «ما قصر» مع الكويت، وصفة الوفاء تنم عن تربية نبيلة.
ذهب بوش الى خالقه تاركا في الكويت له «محبة»، وهو الذي طبق عبارة «النظام العالمي الجديد»، وأخرج صدام وجيشه وجلاوزته من الكويت، فلا أحد يلوم أو يعتب على أهل الكويت.. فجورج بوش الأب أحد فرسان تحرير الكويت، والأهم في كل الأحداث أن نهتم بدروس التاريخ والقادة وجورج بوش الأب على رأسهم من حيث مواقفه المتضامنة مع الكويت لن أنسى عبارات أهل الكويت:
يا بوش.. كتبنا اسمك بالذهب منقوش.. مستر بوش
خوش خووش مستر بوش
الفرحة عمّت كل فريج وحوش
ورحل حبيبنا (بوش) وهو خووش
رئيس نحبه وراح نذكره دوم.