[email protected]
التسويف.. وما أدراك ما التسويف؟
من موروثات الحياة اليوم هذا (الداء البلاء)!
عادة مذمومة، مماطلات ملعوبة!
التسويف أداة عند الصغار والكبار منذ القدم (لتسويف) المفترض من الأعمال المطلوبة!
عندما تتراكم الأعمال وتحدث الربكة وتبرز الحجة تأتيك الإجابات: يصير خير، إن شاء الله، في أقرب وقت وفرصة، راح أسوي، أبشر خير، وفي النهاية طناش في طناش!
التسويف في لغتنا يعني التأخير لأن القول الشائع: سوف أفعل! وراح أعمل كذا وكذا!
والتسويف هو هروب من واقع (الوعد) والتخلص من الوعود والمواقف المحرجة باختلاق (أعذار كاذبة) أو واهية مخافة العقاب أو التقريع.
قال الشاعر وهو يحث الناس على ترك التسويف:
دع التسويف وامض إلى المعالي
بعزم من ذباب السيف أمضى
وخذ في الجد وارفض من أباه
من الأهلين والإخوان رفضا
وأصْغِ لما أشرت به فإني
صحبتك منه كأس النصح محضا
الأمم المتحضرة الحية والحضارية ترفض وتحارب التسويف وتحترم الوقت ولا تمارس التسويف ومظاهره وخاصة مع فئة الأطفال وتعطيهم نماذج وقدوات في الوعد وتحقيق الوعود من خلال ما يلي:
- دور الأسرة والمدرسة وقطاعات المجتمع المدني لإدارة مفهوم الوقت.
- بيان عاقبة عدم الالتزام بالوعود الثقيلة.
- الأبوان قدوة الأطفال في التسويف من عدمه سلوكا وممارسة.
- دور مهم للمعلم في معالجة التسويف.
- تشجيع الأطفال على تحقيق وعودهم.
- تحفيز الإنجازات وعدم التمسك بالإيحاءات الانهزامية.
- توظيف إبداعات الطفل على أرض الواقع.
- تطبيق اللوائح والنظم ومحاسبة المقصرين.
- تعليم الأطفال وتدريبهم على الأولويات لتأهيلهم لتحمل المسؤوليات.
- ركز على: نحن نحب النظام، كن نظيفا، كن إيجابيا، كن مبدعا.
- دراسة نماذج بشرية تعطي القدوة الحسنة في عدم التسويف.
٭ ومضة: الموعظة البليغة في هذا الموضوع الشائك هي القدوة العملية المباشرة لتجنب الكسل والرذائل وتطبيق المواعظ الحسنة اقتداءً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (كان يتكلم بالقول الموجز)، قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم) النساء 66.
لا بد من إشراك الأبناء والأطفال في ممارسة المسؤولية، أدخله الحياة العملية وأعط دائما له الثقة لتحمل المسؤوليات، وكما قال أبوالطيب المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
٭ آخر الكلام: جميل أن يجلس الوالدان الأم والأب يتحدثان عن هذا الموضوع الحيوي الحساس مع أطفالهما استشهادا بالقصص وذكر من هلك من الشعوب بالتسويف!
٭ زبدة الحچي: هلك المسوفون عبر التاريخ لأنهم اعتقدوا أن (حماقتهم) منجاة لهم من تحقيق ما وعدوا به من التزامات!
النصيحة لكل قرائي في مشارق الأرض ومغاربها: كابدوا التسويف بالعزم!
يبقى التسويف عند (الصغار) أرحم من معضلة (الكبار).. في أمان الله.