[email protected]
بعث أستاذي المربي نزار الإبراهيم ـ بوقتيبة ـ واتساب عن «الشمندفر»!
والشمندفر هو التسمية القديمة للقطار عند إخواننا العراقيين.
للعراقيين حكايات جميلة مع هذا «الشمندفر»!
هل تعرفون ما هو الشمندفر؟ هو التسمية القديمة للقطار، وقد ظهر اول خط قطار بين بغداد وسمراء عام 1915!
لكن الشمندفر قديم في العراق.. ففي عام 1800 ظهر قطار الفحم والطاقة البخارية، وكان في وقته حدثا عظيما، وكانت الناس متعجبة من هذا المركب الطويل ذي الدخان وصاحب الصوت الهوائي (الهرن ـ القلقس ـ الزمور)!
وفي عام 1890 افتتح خط عربات بين بغداد والحلة وبعقوبة، وفي عام 1908 ادخل الباشا حمدي اول سيارة الى بغداد وتجمع الناس حولها واخذوا ينظرون لها بعجب واستغراب وتخوف واحتراز، وبعض البدو عندما شاهدوها تمشي فروا مذعورين الى الجامع، وبعضهم أقسم أن هذا هو الشيطان بعينه يركض!
وفي عام 1916 ظهرت في سماء بغداد اول طائرة، فمنعت بعض الاسر المحافظة من النوم على السطح لئلا يتفرج عليهم الطيار!
والجدير بالذكر ان بعض رجال الدين أصدروا حينذاك فتوى دينية ضد ركوب الشمندفر!
نص الفتوى يقول: يتركون «حمير الله» ويركبون الشمندفر؟ لعنهم الله، ولعن الله كل من يركب الشمندفر ويشجع على ركوبه! والمقصود هنا الانجليز!
٭ ومضة: نتذكر سوالف اخواننا العراقيين القديمة، والاكيد الناس لا تلومهم لأنهم كانوا يعيشون ببساطة وجهل قياسا بعصرنا الحالي، غير ان التاريخ يذكر في صفحاته كثيرا من المواقف واللطائف والغرائب للشعب العراقي، منها: بعد احتلال بغداد من قبل الاحتلال البريطاني عام 1917، تم نصب اول مولد كهرباء نصبه البريطانيون في «خان دله» لتنوير المعسكر البريطاني، فقال العراقيون ان الانجليز تمكنوا من اصطياد البرق وسجنه بفنونهم، وعندما يحل المساء يطلقونه! فيما حذر احد رجال الدين من استخدام الكهرباء؛ لأنها من عمل الانجليز، فيما ذكر آخرون ان المصابيح توهجت بعمل الجن، وبعد ان تم نشر المصابيح في شوارع بغداد قال العراقيون ان البريطانيين استولوا على مصباح علاء الدين وسخروا الجن لخدمتهم!
لقد انجلت الحقبة «الشمندفرية» وأتى قطار الحراك الشبابي!
٭ ومضة: قطار العراق اليوم الماشي على درب الحراك الشبابي الى محطاته سقط منه اكثر من 520 قتيلا واكثر من 25 الف جريح!
وهذا ما جعل السيستاني يوجه النداء للقوى السياسية لعدم استخدام القوة المفرطة!
قطار العراق اليوم تحرك من محطة بغداد في الاول من اكتوبر الماضي، وحاول «ملثمون» يقال انهم ميليشيا ايرانية وقناصة قمع وقتل المحتجين، فيما قالت حكومتهم ان مندسين ضمن المتظاهرين يعملون على استغلال التظاهرات لضرب الامن في البلاد!
قطار العراق اليوم اسقط حكومة عادل عبدالمهدي ويتهمون الرئاسة والحكومة بالمماطلة ومستمرون في مطالبهم.
القطار الآن اتجه الى الجنوب والوسط ووصل الى كربلاء والنجف المدينتين المقدستين لدى الشيعة، فيما يصمت الاكراد في الشمال!
٭ آخر الكلام: قطار العراق يحمل شبابا يطالبون الطبقة الحاكمة في العراق بوقف النفوذ الايراني والبضائع الايرانية، ووقف نهب ثروات العراق، ووقف كل الاحزاب السياسية المقربة من طهران (فيتو) لا تراجع عنه بعد ثبوت تدخل ايران في الشؤون الداخلية ونهب ثروات العراق! القطار الآن بيد سائق عراقي بعد ان تم انزال السائق الغاصب!
٭ زبدة الحچي: شباب بالآلاف عاطلون عن العمل وهم على علم ودراية بأن بلدهم من أغنى البلدان، ولن يهدأ هذا الشارع، فالقطار ذاهب لوجهته الحقيقية لتحقيق مطالب هؤلاء المتظاهرين، وإجراء تعديلات دستورية وأخرى خدمية، ويقود هذا الركب الشبابي «المظلومون ـ المهمشون ـ المعارضون»، ومطالبهم استعادة العراق لمكانته العربية والدولية بعيدا عن الهيمنة الايرانية والصراعات الدولية وانتشال العراق من وضعه المزري اقتصاديا وثقافيا، وتكليف العناصر الشبابية الكفؤة لقيادة الدولة بعد ان نُهب العراق من الاحزاب الموالية لايران، واعادة تشكيل الجيش الموحد بعيدا عن انتشار السلاح بيد الفصائل المختلفة، واشراك الاقليات الدينية والقومية في الحكم.