[email protected]
لا تزال صورة الاحتلال العراقي الصدامي ماثلة أمام عيون الشعب الكويتي، ولا تزال أمتنا العربية تعاني من ويلات الحروب وعلى رأسها احتلال الكويت وما مرت به دولتنا الحبيبة.
مسكينة هي (الأمة العربية والإسلامية)، تُبتلى بين الحين والحين (بخائن أو عصابة تحكم) وتلبس عباءة التنكر ثم تطعن هذه (الأمة المهزومة) فتغيب عن وعيها سويعات أو شهورا ليشتد عودها وتقف على أقدامها وتسترد صحتها وتنهض من كبوتها لتواصل دورها من جديد بعد استنزاف مواردها المالية.
وطننا الكويت (عود من حزمة) في هذه الأمة الممزقة في حين كل الأمم تتجمع وتتوحد في الشرق والغرب، الكل التقى وتجمع إلا نحن (أمة العرب) مازلنا مفرّقين.
شوفوا الحروب التي مرت بنا في العقود القريبة التي مرت بدءا من الثمانينيات وحتى الآن.
ـ دخول الروس (الاتحاد السوفييتي) أفغانستان.
ـ الحرب العراقية - الإيرانية.
ـ حرب تحرير الكويت بعد الاحتلال العراقي الغاشم.
ـ حرب تحرير العراق.
ـ حرب تشريد الشام وأهلها.
ـ حرب اليمن.
ـ حرب ليبيا.
ـ ترقب حرب جديدة.
لقد مزقت الحروب شمل أمتنا وأحالتها إلى أشلاء وهناك آثار عظيمة على هذه الأمة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
يا خيبة الآمال في هذه الأمة ويا فرحة الأعداء فيما ظهر الفساد في كل مكان، وأصبحت هذه الأمة تأكل بعضها بعضا ولم نعد نرى قاعدة الإسلام العظيمة في جعل الأتباع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
أهذا هو الذي أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»؟
كان (عداؤنا) للكيان الإسرائيلي يجمعنا، واليوم إسرائيل في أسعد أيامها آمنة مطمئنة لأن الأمة في سبات عميق ونومة كنومة أهل الكهف.
وبدأت عمليات كسر (المقاطعة الإسرائيلية) إلى تطبيع وزيارات في جوازات غير مختومة.
لقد عانت أمتنا وأوطاننا على مر الزمن من المتخاذلين من أمتنا ذوي الوجوه المستترة الذين كانوا (طابورا خامسا) على مر التاريخ لأنهم يهدفون الى خلخلة البنيان وإحداث التمزق والاختلاف!
قال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال 46).
ما أحوجنا الى أن نفتح عيوننا جيدا على كل من حولنا سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات حتى نستطيع أن نصمد أمام هذه (الهجمة الكبيرة الموجهة لنا) من الأعداء.
انظروا في الأفق البعيد، مسلمو الإيغور والهند والروهينغيا يناظرون أمة مهزومة للأسف.
٭ ومضة: نحن في حاجة ماسة اليوم للتذكير بنعمة الأمن والأمان.
لقد عشنا حياة القلق والحرمان والتشرد سبعة أشهر كاملة.
جارنا (جار) علينا وطمع بنا واستولى الحقد على نفسه فأطلق علينا رصاصة العدوان ومرت شهور سبعة طويلة شفنا فيها الويل على كل صعيد، كان مطلب الصامدين (خبزة) وكان مطلب الذين في الخارج (خبر) في الداخل. كان عصيانا مدنيا شاملا متآزرا مع (مطلب الشرعية) ومقاومة باسلة وكل هذا يقوده الشباب الكويتي المقاوم.
أما أهلنا في الخارج فلقد سيروا المظاهرات وعقدوا المؤتمرات والندوات والمحاضرات في كل دول العالم.
جاء الفرج من أوسع أبوابه (كل دول العالم مع الكويت) بحكوماتها وشعوبها، وأنعم الله علينا بنعمة التحرير، لقد كانت فترة عصيبة من عمر تاريخها وذاكرتنا وابتلاء لنتذكر كل هذه النعم، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة 155 ـ 156).
٭ ومضة: يا أهلنا في الكويت صورة هذا الابتلاء يجب ألا تغيب عن ذاكرتنا أبدا وان (نورثها) لعيالنا وأحفادنا فلقد كنا والله شعبا ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. خلال ساعتين الديرة ضاعت!
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الأنفال: 26).
٭ آخر الكلام: ما أسعد الإنسان إذا تحقق له وشعبه الأمن والأمان، ينام غير خائف لا على نفسه ولا عرضه ولا أمواله وأولاده وإذا ابتلاه سلط عليه الخوف فيعيش مذعورا خائفا.
٭ زبدة الحچي: أيها القراء في كل مكان وإلى أحبائي في الكويت أبدلنا الله عز وجل باليسر بعد العسر والفرج بعد الضيق والرزق الوفير والنصر ونيل احترام الأمم والشعوب والحكومات، فكيف نحافظ على نعمة الأمن والرخاء؟
لقد نجحت جبهتنا الداخلية القوية في تكسير كل آمال وأحلام المحتل الغاصب ووقفنا خلف (شرعيتنا) في ظاهرة لفتت أنظار العالم أجمع.. لأننا بكل فخر شعب لم تنطل عليه الإشاعات وأراجيف الأبواق العميلة واندحر العدوان وأصحابه بفضل وحدتنا في الداخل والخارج، فكان (انتصار) الكويت وتحريرها لأننا بالفعل وكما قال ابوالتحرير سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله: (كل مواطن خفير).
تبقى الحقيقة الباقية ان الله عز وجل حفظ هذه الديرة وشعبها لأنهم يقدمون أوجه الخير والصدقات، وكلنا يعلم ان صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر.
ربما خبيئة أهل الكويت من أميرهم الى أصغر مواطن فيهم هي الصدقة وغيرها الدعاء والأخذ بالأسباب والمسببات.
شعبي الكريم: واصلوا مسيرتكم الخيرة وواصلوا عطاء قوافل الخير، فبالشكر تدوم النعم.. فالبر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، كل منا يقوم بواجبه ومسؤولياته واتركوا (الكويت) بيد رب العباد هو حسبنا ونعم الوكيل.. في أمان الله.