[email protected]
رسالتي الى الشباب الكويتي المتطوع اليوم لمواجهة جائحة كورونا في سنة 1441هـ الموافق 2020م وهم يقومون بواجبهم التطوعي الوطني الخيري، ضارعا للمولى عز وجل ان يحفظهم من كل سوء وهم يعملون من اجل الآخرين، وداعيا شخوصهم الكريمة الى عدم التأثر بكل الحوارات او الاتهامات والتشكيك التي تصلهم لأنها بكل صراحة خالية من النضج والفهم (ردا ونقدا) وبكل ما فيها من نزغ شيطاني يفسد الود بين النفوس.
آن الأوان لبعض الكتابات في «الميديا» في التواصل الاجتماعي ان تتوقف من نقد ليس له مبرر وتعصب وكل العبارات المحبطة والمثبطة لهؤلاء الشباب المتطوع، وكما قيل:
تريد مهذبا لا عيب فيه
وهل عود يفوح بلا دخان؟
أيها المتطوعون الكرام: أسأل الله ان يعينكم وانتم تقومون بهذا الواجب الوطني في جائحة كورونا دون خوف، متوكلين على الله عز وجل دون الالتفات الى هذا الكم من الكلام الذي يستهدفكم ويريد ان ينال من همتكم العالية، فلا تصغوا اليه واجعلوا أولوياتكم مجموعة من الضوابط التي تحكم عملكم وتحصنون بها انفسكم، وهي العلم المرتبط بالكتاب والسُّنَّة الصحيحة، وهذا هو طريق الأنبياء، طبّقوا الأوامر بفهم مقصودها، واحرصوا على حضور الدورات التي ترفع رصيدكم من التجارب والخبرة.
قال الشاعر:
ان كنت تبقي الرشاد محصنا
لأمـــر دنــيـاك والـمـعاد
فخالف النفس في هواها
ان الهوى جامع الفساد
من الآخر الثقة والمحبة المتبادلة بين الفريق التطوعي- افرادا وقيادة- تؤدي دائما الى طريق الخير والنجاة وتحقيق الرسالة التطوعية بيسر ونجاح ودون خسائر تذكر ما لم يدخل الحسد والحقد والتآمر والغيبة والبغضاء والنميمة.
٭ ومضة: علمتنا الحياة ان الثقة بين المتطوع وقيادته هي بداية الطريق الموصل لتحقيق النتائج وضرورة ان تكون هناك قاعدة الارتباط الروحي بين «القائد» الذي يقود الفريق التطوعي، لأن الثقة هي الاساس الذي يُبنى عليه العمل والتكافل والتعاون، وعلينا الانتباه ان المتطوعين قادمون من اكثر من بيئة، ومحضن، وعلينا جميعا ونحن نقوم بواجبنا التطوعي ان ننتبه للواشي والنمام والكاذب والمدعي والفتان!
اولئك اصحابي فحيّ هلا بهم
وحيّ هلا بالطيبين وأنعم
ويا لائمي في حبهم وولائهم
تأمل هداك الله من الْوَم
اذن الاعتزاز بصحبة «ربعك» هو طرف الخيط الموصل لتجانس الفريق التطوعي.
٭ آخر الكلام: على المتطوع ان لا يستعجل الحكم في المسائل والقضايا حتى يستجمع المعلومات كاملة، وليعذر دائما، فالناس لها ظروفها خاصة في زمن الوباء والبلاء مثل كارثة كورونا.
احرص عزيزي المتطوع في فترة تطوعك ان تحقق مرادك، فالقيمة الحقيقية في التطوع «الخيرية» التي بداخلك، واستفد ممن سبقوك في هذا المجال، فلا تتكبر وتترفع ولا تلتفت للطاغين وتثبيط الحاسدين.
٭ زبدة الحچي: لا شك ان العامل في مجال التطوع يتعرض لعثرات وتحصل منه هفوات، وهذا يتم من خلال «القائد» بتوجيهه وبكل الستر.
لا تشهير ولا تعيير واهانات وجلد!
وكلمة حاسد من غير جُرمٍ
سمعت فقلت مُرِّي فانقذيني
وعابوها علي ولم تعبني
ولم يعرق لها يوما جبيني
ايها المتطوع وأيتها المتطوعة: استمروا في عطائكم الوطني والخيري والوقتي، وافعلوا الخيرات ولا تلتفتوا الى المهاترات التي تستهدف نفوسكم.
وقل اعملوا يا قومنا والله يجزي العاملين
والله موف وعده فاستبشروا يا مؤمنون
احذفوا من قاموسكم التطوعي كل هذه الاصوات التي تريد موت هممكم، واحسنوا الظن، فمن خلفكم شعب عظيم معطاء يقدر عملكم الباسل ومحاسنكم.
في أمان الله.