لظروف عملي حضرت في اليوم التالي لافتتاح معرض الزميل المبدع عبدالسلام مقبول، وبعد جولة في معرضه المؤرخ لمسيرة 40 عاما خرجت بنتيجة واحدة ان عبدالسلام مقبول ليس مجرد رسام كاريكاتير عادي بل مبدع من طراز رفيع، وهي النتيجة التي لم ارها رغم انه يزاملني في ذات الصفحة منذ اكثر من 10 سنوات وسبق ان زاملته في «القبس» قبل العام 2000، ما غيب تلك الحقيقة عن عيني ان «بوأحمد» صديق واتعامل معه بشكل شبه يومي الى درجة اصبحت معها ارى رسوماته الكاريكاتيرية كجزء من صداقتنا ليس بها ما يدهشني رغم روعتها، ولكن عندما حضرت المعرض كمتابع متذوق وجدت الامر مختلفا، ووجدته قد زرع الدهشة في كل ركن من اركان المعرض وحرصت على ان اجول في المعرض بعيدا عن تأثير حضور الصديق «بوأحمد»، فوجدت انني ازامل مبدعا يمتلك ريشة يحكمها عقل مسكون بالخيال ومجنون بحب حسناء اسمها الكويت.
ولست في معرض تقييم فني لما رأيت، ولكنني اكتب بقلم المتابع الذي ادهشته كل لوحات معرض «40 عاما من العطاء والابداع في حب الكويت»، والذي حرص رئيس التحرير الزميل يوسف المرزوق على ان يقام برعاية «الأنباء» تقديرا من الصحيفة لكاتبها، ولا يوجد ما هو اجمل من ان يتم تقديرك وتكريمك على يد مقر عملك، خاصة اذا كان مقر عملك احدى المنارات الاعلامية الحرة في البلاد، لذا جاءت رعاية «الأنباء» بطعم مختلف واحساس مختلف.
توضيح الواضح: حضرت تجمع ساحة التغيير امس الاول، ورفضت ارتداء الشعارات التي وزعها شباب «كافي» و«السور الخامس» على الحضور رغم انني مؤيد وبشدة لكل ما طالبوا به، اتفق معهم نعم، ولكن للشعارات وقت آخر، وعلى الرغم من ان عدد الحضور لم يكن بقدر المأمول الا ان مشاركة د.أحمد الخطيب كانت دليلا على ان بوصلة تحرك الشباب تشير الى الاتجاه الصحيح.
عندما عدت الى المنزل سألني ابني الصغير جاسم بعد ان سمعني اتحدث عن المظاهرة: ليش ما خذيتني لـ «المباهرة» بلثغته الطفولية الجميلة، فوعدته ان اكون انا وهو اول حضور التجمع المقبل، فمثل هذه التجمعات ليست لي بل لمستقبله ومستقبل أمثاله.
[email protected]