«ماذا فعل؟!» هكذا علقت صحيفة «وول جورنال ستريت» على فوز الرئيس باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام، ومعها حق، ولكنها ركزت في تعليقها «القاسي» على حكم بنته من خلال فترة رئاسته التي لم تتجاوز الأشهر التسعة، ورأت الصحيفة انه لم يقدم شيئا ملموسا سواء داخل الولايات المتحدة الأميركية أو عالميا، ومعها كل الحق.
وطبعا واتباعا لسياسة «مع الخيل يا شقرا» استقبل العرب ـ ساسة ومثقفين ـ خبر فوز الرئيس «أبوسمرة» بالاستهجان والاستنكار وأهونهم ـ أقول أهونهم ـ اكتفى بـ «الاستغراب» وهم أيضا معهم كل الحق في ان يسيروا بركب «مع الخيل يا شقرا».
هؤلاء تناولوا الحكم على الأشياء من خلال النتيجة النهائية لشيء ملموس أمامهم وتعاملوا مع الحدث وكأنه مؤامرة سياسية تحوكها لجنة جائزة نوبل رغم أن اللجنة قدمت في حيثياتها أسباب فوز أوباما بشكل واضح وصريح والتي يبدو أنه لا العرب ولا «وول جورنال ستريت» قرأوها بشكل جيد.
أولا: السياسة الأميركية لا تتغير كثيرا بتغير الرئيس، فخطوط السياسة الأميركية ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية واضحة وضوح الشمس وتبقى نسبة التغيير التي يجريها الرئيس كمن سبقه محدودة للغاية وبهوامش لا تمس الخطوط العريضة للسياسة الأميركية العامة، فلو أن «علي زكريا» وصل إلى سدة الحكم الأميركية أو «كومار شندر بار» أو «جون كالاماري» فلن تتغير السياسة الأميركية إلا بنسبة بسيطة لا تؤثر.
ما لا يفهمه العرب عامة أن الولايات المتحدة الأميركية لا تدار برأس رجل واحد، بل تدار بمجموعة مترابطة من المؤسسات، فهي في النهاية بلد مؤسسات وليست جمهورية موز.
برأيي المتواضع أن باراك أوباما يستحق جائزة نوبل للسلام فقط لأنه زرع الحلم وأثبت للجميع أنه لا وجود للمستحيل، فبفوزه أعاد إحياء ملايين الأحلام في صدور البسطاء، هكذا ارى فوزه مستحقا لا لسياساته، بل لأثر وصوله الى سدة الحكم.
وبرأيي أن لجنة جائزة نوبل لم تمنح الجائزة لأوباما ولا للإدارة الأميركية بل منحتها لكل الأميركان الذين ساهموا وعبر الانتخاب الحر في أن يصنعوا المستحيل ويوصلوا رجلا أسود لم يكن ابناء جلدته حتى العام 1966 يتمتعون بالحقوق المدنية الى سدة حكم اعظم دولة في العالم ليجسدوا أمام العالم المستحيل الحي في اختيار أوباما رئيسا لهم.
نوبل للكويتيين:
ما أردت قوله هو أن هناك بلدانا يصنع شعوبها المستحيل بتراضيهم وترفعهم عن الطبقية والفئوية والمذهبية وهناك بلدان تنام وتصحو على حديث «المحاصصة» وهذا ابن قبيلتي وذاك ابن طائفتي، وهذا حضري، وذاك بدوي، هل عرفتم لماذا الآن يستحق أوباما نوبل؟!
[email protected]