قبل أن تدخل في معمعة كراهية أو حب لشعب ما نتيجة جدل سياسي دائر أو دخلت فيه دفاعا عن بلدك أو انتصارا لبلد آخر، أو أيا كانت مسببات دخولك هذا الجدل الذي قد ينتهي بك بشتم دولة أو انتقاص من شأنها بما يعيد عليك من الطرف الآخر قدر الانتقاص الذي رميتهم به وربما أكثر قليلا.
وعامة وفي حالة الدخول في دائرة جدل سياسي خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى نقاش عام في ارض الواقع عليك أن تعي أمرا مهما جدا، قبل أن تقرر الخوض في هذا الطريق الشائك جدا والذي أصبح سلوكا مقرفا هذه الأيام، خاصة هذه الأيام.
وعليك أن تعرف أن كل دولة تتكون بشكل مبسط من حكومة خرجت بشكل أو بآخر من رحم شعب تلك الدولة وشعب تلك الدولة الذي قد يختلف أفراده أو يتفقون مع تلك الحكومة، والشعب المكون من أفراد تلك الدولة.
وفي حالة دخولك في جدل سياسي مع شخص منتم لتلك الدولة عليك أن تعامله كفرد لا يمثل سوى نفسه، وأن تعزله في نقاشك عن اتهام دولته أو شعبه، فكما أنك لا تمثل سوى رأيك الشخصي والذي قد لا يتفق معه حتى أفراد عائلتك، فإن ذلك الشخص الذي تناقشه لا يمثل سوى نفسه ولا يمثل لا دولته ولا حكومته ولا شعبه وحتما بلده ليس له علاقة لا به ولا بما يقوله عنك ولا عن بلدك.
حتى إن أساء لبلدك فهو لا يمثل سوى نفسه، ومتى ما تعاملت معه على هذا الأساس فأنت هنا غير مجبر أصلا للرد عليه.
وهذه قاعدة عامة مريحة، وتنطبق على الأفراد المستقلين فقط من مستخدمي التواصل الاجتماعي.
وتلك القاعدة تنفع أيضا حتى مع المغردين الذين يعتبرون بالدليل انهم ناطقون شبه رسميين لجهات حكومية في بلدهم، فبانحدار مستوى حديثهم لبلدك أو لشعبك إنما هم في الحقيقة يسيئون لمن يمثلونه، لذا الرد عليهم أو الدخول معهم في مهاترات الأخذ والرد البيزنطي إنما هو إذكاء لنار قرف إعلامي تستعر اليوم في محيطنا الإعلامي العربي.
هنا انت ووفق تلك القاعدة لا تكون حياديا بل تكون عقلانيا.
فسُدة العقل في هذا الزمن المضطرب السياسي ألا تكون شريكا في إعصار القرف الإعلامي الذي يعتقد البعض خطأ أن استخدام سلاح النائحات المستأجرات سيغطي الحقيقة.
توضيح الواضح: كل الأوراق أصبحت واضحة الآن ومكشوفة ونحن نراهن على الحقيقة بينما هناك من يراهن على اختراع الكذب.
[email protected]