لا أتذكر أن أيا من كتبها سبق اسمها عليه لقب «الشيخة» رغم انها الشيخة سعاد الصباح، وكل كتبها ودواوينها، بل ودار النشر التي تحمل اسمها، تخلو من هذا اللقب الذي تحمله تاريخيا وعائليا عن جدارة واستحقاق.
كانت أول شاعرة كويتية يصدر لها ديوان شعري مطبوع عام ١٩٦١ ومنذ ذلك العام انطلقت رحلتها مع عالم الشعر.
ولأنها كويتية ومنا وفينا- وبطبيعتنا كبشر- فإننا لا نعير موهبتها او تميزها كأمر خارق للعادة الاهتمام الذي يليق بها، بينما طارت بها واحتفت عواصم الشعر العربية!
لم تصدّر نفسها إعلاميا كشاعرة في الإعلام الكويتي، وهذه حقيقة يعرفها النقاد والمختصون بالأدب في الصحافة الكويتية، ولم تفرض نفسها رغم انها ابنة الأسرة الحاكمة، ولم تفرض نفسها على اي فعالية، بل كل ما هنالك انها صدّرت نفسها للشعر الذي أعاد بالتالي تصديرها لنا كشاعرة رائدة متفردة، بل ان تفردها قادها دون رغبة منها لأن تكون من الشاعرات البارزات في الوطن العربي، حتى في دار النشر او الجائزة اللتين تحملان اسمها لم تفرض او تطلب او تصدر عملا نقديا يبحث في أعمالها، بل صدرت دواوينها أو أعيد طبع دواوينها بواسطة الدار مثلها مثل اي شاعر او اديب تطبع له دارها، وكأنها ضيفة في دارها، وهذا ما اكبرها في نظر كثير من النقاد، بل هو ما جعلها مستقلة كشاعرة الى حد كبير عن دار او جائزة تحمل اسمها، وهو ابتعاد حصيف من صاحبة الدار.
شيخة الشعر سعاد الصباح جزء اصيل من المشهد الشعري الكويتي، وجزء مهم من خارطة الشعر العربية.
عملت كوزارة ثقافة غير رسمية وغير ربحية أيضا عبر مؤسساتها وعبر عطائها الشعري في رسم جزء مهم من ثقافتنا الكويتية، فلا يذكر الشعر الكويتي الا وتذكر سعاد الصباح، ولا تذكر سعاد الصباح الا ويذكر الشعر الكويتي اولا.
ولأنها شاعرة حقيقية، فقد قادها الشعر إلينا، ولم تستخدم اسمها او لقبها او نفوذها، بل كان اسمها ولقبها الشعر، ونفوذها قصائدها.
سعاد الصباح.. وجوه متعددة في سماء المشهد الثقافي الكويتي كانت- ولا تزال- أديبة وشاعرة وناشرة وابنة هذا الوطن البارة.
توضيح الواضح: قبل سنوات كتبت عرضا لديوان سعاد الصباح، ونُشر عرضي في الصحيفة، وأرسلت لي الشيخة سعاد الصباح رسالة شكر بدأت بـ «السيد المحترم/ ذاعر».. وأعتقد أن هذه أول وآخر مرة يخطئ احد ما باسمي «الغلج» بهذه الطريقة.
[email protected]