من العادات التي شاعت بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة التدين الإلكتروني، فعبر الـ«واتساب» و«تويتر» و«إنستغرام» ما أن يأتي يوم الجمعة حتى يمتلئ الخط الزمني برسائل تذكير بهذا اليوم الفضل وسننه برسائل وصور وفيديوهات حتى تظن أن من تتابعهم ومن لا تتابعهم بقيت لهم تغريدتان فقط ويعلنون الجهاد، أما بقية الأسبوع فأشعار وأغانٍ وطرائف وحط وتبادل اتهامات سياسية وغير سياسية، وشخصيا لا أرى بأسا في هذا ولا أجده تناقضا، بل أراها صفة طيبة وتذكيرا حميدا حتى من مغرد طوال الأسبوع ينخر في ذمم الساسة ويلقي اتهامات من غير دليل، فما يفعله هو جزء من الطبيعة البشرية التي تتعامل وفق ظرف الزمان.
****
وبحكم عملي كصحافي، أحتفظ بمئات الأرقام معظمها لأصدقاء وبعضها لمن كانوا مسؤولين سابقين أو شخصيات عامة فنية أو سياسية أو رياضية، ووجدت أن أكثر من دارت حولهم شبهات إدارية أو مالية في مناصبهم سابقا يبعثون برسائل جماعية عبر الـ«واتساب» لي ضمن مجموعاتهم، كلها تحوي أدعية وأذكارا دينية، وبعضها تذكير بعذاب القبر، هنا أفهم أن مغردا غاضبا طوال أيام الأسبوع ويتحول إلى متدين إلكتروني يوم الجمعة، أو ربما يذكرك عرضا بحديث عن فضل الصدقة، ولكن لا أفهم شخصا اتهم بذمته المالية وإن لن تتم إدانته ويذكرك كل يوم بعذاب القبر وفضائل الصدق، وهو الذي في ذمته - بحسب ما اتهم به - مليون دينار أو أكثر، هذا التدين الإلكتروني لا أفهمه ولا أستسيغه، بل إن المنطق «لا يبلعه».
****
توضيح الواضح: في معرض الكتاب الأخير، اكتشفت من معرض الكتاب الذي قبله أن لدينا روائيين وليست لدينا روايات، قرأت بعضا من إصدارات روائيي الهبة، ووجدت أغلبهم آخر ما يمكن وصف رواياتهم به بأنها أشكال كتابية لا ترقى لأن تكون عملا أدبيا، وهؤلاء وقتيون سيتجاوزهم الزمن.
****
توضيح الأوضح: لدينا مزارع وليست لدينا زراعة، ولدينا إسطبلات ليست بها خيول، ولدينا جواخير بلا ماشية، ولدينا سجن مركزي بعض ممن يفترض أن يكونوا به يرسلون رسائل جماعية يذكروننا فيها بعذاب القبر.
[email protected]