لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتجاوز تاريخك الفني اكثر من ٢٥ عاما ثم ترتكب هفوات كارثية لا تليق لا بتجربتك ولا بتاريخك، ففي برنامج «غشمرة» الكوميدي والذي يقوم عليه نخبة من المخضرمين وقعوا للأسف في شرك الأخطاء الكارثية التي لا يفترض أن يقع فيها مبتدئ فن، ومن أبرزها أولا وكما اتضح للكثيرين وشاهدوه خرق حقوق الملكية الفكرية لبعض الأغاني التي عرضت في البرنامج وهو الأمر الذي اتضح للمشاهد العادي بعد أن مسح اليوتيوب الصوت من بعض فقرات ذلك البرنامج، خاصة في الحلقة الثالثة، وعدا ذلك كانت العنصرية أو بالأصح الفعل العنصري الذي ارتكبه القائمون على برنامج «غشمرة» بتصوير الأشقاء السودانيين بكراكترات ممثلين قاموا بـ «صبغ» بشرتهم باللون الأسود، وهو فعل عنصري ما لم يكن له مبرر في السياق الدرامي للعمل، وبما أن العمل أصلا عبارة عن برنامج منوع الفقرات فلا يوجد سياق درامي هنا ليبرر فعل «الصبغ» باللون الاسود، وهو فعل تبرأت منه هوليوود منذ سنوات طويلة جدا واعتبر هذا الفعل في الولايات المتحدة «اعني أن يقوم ممثل بصبغ بشرته باللون الاسود ليؤدي كاراكتر شخص اسود البشرة» فعلا عنصريا غير مقبول لا من القنوات ولا من المشاهدين، ولكن لدينا الأمور يبدو أنها سهالات.
كان الأجدر بالقائمين على العمل الترفع عن هذا، أعني الفعل العنصري غير المبرر، والمصيبة ان البرنامج الذي يعرض على قناة تابعة لوزارة الاعلام بخرق حقوق الملكية الفكرية بعرض أغنيات دون الحصول على حق، رغم أن وزارة الاعلام هي المعنية بتطبيق قانون حقوق الملكية الفكرية.
هنا، على القائمين على وزارة الاعلام اجراء مراجعة سريعة جدا لمثل هذه البرامج التي لاتزال تدار فنيا بعقلية ١٩٩٢.
***
وشهادة مشاهد أن تلفزيون الكويت يتطور عاما بعد عام وينافس ويستحوذ على مساحة مشاهدة كبيرة، بل ويتمكن من الاستحواذ على نصيب الأسد من المشاهدة في رمضان محليا وخليجيا، وهو عمل يفترض أن يشكروا عليه، وأعلم ان ضغوطا تمارس على بعض مسؤولي الاعلام لتمرير بعض الاعمال، ولكن القائمين على العمل أعني «غشمرة» تجاوزوا كثيرا في بعض الفقرات التي يحويها برنامجهم والأمر سنأخذه بحسن نية الآن، ولكن كعمل تلفزيوني ما قدموه عدا انه يحوي هفوات فنية لا تغتفر وتكرار غير مبرر لبرامج سابقة شبيهة كان يقدمها بالتسعينيات وبداية الألفين المخرج نواف الشمري والفنان طارق العلي والفنان داود حسين، فإنه لا يحمل أي قيمة من أي نوع، حتى على المستوى الفني الكوميدي لا يحمل أي شيء يذكر، وهو مجرد لقطات يمكن أن تقوم بها مجموعة من الفلوغرز على اليوتيوب أو الانستغرام، بل ويقدمون افضل مما قدم من لقطات ارتجالية سريعة كما قدم في برنامج «غشمرة».
***
بين الكوميديا و«الملاقة» حاجز كبير، ولكن القائمين على البرنامج مخرج وممثلين هدموا هذا الحائط، رغم أن فنانا كحسن البلام يمكن وحده أن يحمل أي عمل فاشل إلى النجاح بما يحمل من موهبة كوميدية خارقة للعادة، وكذلك عبدالناصر درويش بموهبته الكوميدية الطبيعية، ولكن للأسف كلاهما مجتمعين لم يستطيعا أن يرفعا من مستوى هذا العمل، والاهم ان العمل سقط في بئر التكرار والملل المنقول من تجارب عمرها اكثر من عشرين عاما.
***
توضيح الواضح: تلفزيون الكويت ورغم ما قلته أعلاه وهو نقد سريع لعمل واحد، يسجل وللسنة الخامسة على التوالي حضورا «مشاهديا» رائعا، وتسجل القناة الاولى نفسها كأحد اهم الجهات المفضلة للمشاهد الخليجي بما تقدم من محتوى.
***
توضيح الأوضح: توقفوا عن تقليد الشعوب.. الله يرحم والدينكم.
[email protected]