إذا تعرضت لضربة بجسم صلب على صوان أذنك فإنه وبعد ٣٠ إلى ٤٠ دقيقة سيتورم صوانك بمقدار الضعف، ما سيتسبب في شد غضاريف الأذن وبالتالي ستبدو وكأنها تمتد إلى الخارج بمقدار لا يقل عن ٤ إلى ٥ سنتيمترات، طبعا يعتمد ذلك حسب حجم أذنك، المهم أنك ستبقى بهذه الأذن المشوهة ككائن فضائي لتوه هبط على كوكب الأرض، ولا يمكن سترها لا بكاب ولا بغترة لأنها في الحالتين ستبدو وكأنها مستقلة بذاتها عن دماغك مهما كان حجم دماغك، إلا إذا اللهم لففت غترتك على وجهك وتلثمت بها كعبدالله الرويشد في أغنية «قلبي معك يا مشغل البال» مع خيالة الشرطة، هنا يمكن أن تستر حالك من أعين الطفيليين إذا ما خرجت من المنزل إلى أي مكان، الذين سيرون أن أكبر ما فيك أذنك.
*****
تلك التجربة القاسية مررت بها عندما سقطت عرضا على نصف وجهي الأيسر على الأرض بهبوط حر ونال أذني ٩٠% من نصيب السقطة المروعة، ونعم، تحولت إلى كائن فضائي مثل جنس «الفرينيغي» لمن يتابع مسلسل ستار ترك الذي تم بثه عام ٢٠٠٠ وعمق الفضاء التاسع، والحمد لله بدأت أعود بشريا في اليوم الثالث.
*****
يقول الطبيب المعالج لي من اثر ذلك السقوط أن صوان أذني كان بمنزلة الوسادة الهوائية التي حمت جمجمتي، فقد تلقى ٩٠% من اثر الاصطدام بالأرض وتلقت الجمجمة البقية، أي أن أذني كانت كبش فداء لجمجمتي. والحمد لله على كل حال.
****
خلال الفترة القريبة المقبلة ستكثر «أكباش الفداء» السياسية، ليس في القضايا المنظورة الآن بل حتى في الانتخابات القادمة، فسيتم التعمد مثلا بإسقاط أحد القدماء الحكوميين من أجل إظهار وجه جديد، فالناس ملّت مما يصير، كله ميرفت أمين لازم تحط سعاد حسني شوية لزوم التغيير، وهؤلاء الذين سيخرجون من سباق الانتخابات سيكون الواحد منهم كبش فداء ليكونوا رسالة مفادها أن الشعب «يستطيع تغيير الحكوميين أو المحسوبين على الحكومة، ليفرح الشعب بانتصار وهمي، لأنه في مقابل خروج فلان سيدخل علان، لا أكثر ولا أقل».
*****
كما قلت سابقا وتناولت في أكثر من مقال حللت فيه شكل المشهد السياسي المقبل فإن التغيير وإن كان حتميا إلا أنه غالبا ما سيكون مدبرا، وستأتي وجوه جديدة ولكن بذات النهج السابق.
*****
سيكون نفسهم المعارض حادا جدا، ولكن سيكون غير مؤذ، فقد رأينا من يحاول أن يلعب دور المعارض الشرس، ولكنها كانت معارضة كلامية والفعل الذي يصاحبها أصغر بكثير مما يأتي في مقام تصريحاتهم.
****
لا أعتقد أن شيئا سيتغير عبر صناديق الاقتراع، وعلى المتضرر أن يطق الجانب الأيسر بأقرب طوفة وتتورم أذنه و«يكبر وينسى» كما حصل معي.
[email protected]