منح حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسام الاستحقاق العسكري الأميركي برتبة قائد أعلى، ولا شك أنه تكريم مستحق، خاصة انه يليق بقامة رجل سياسي ديبلوماسي من الطراز الأول كصاحب السمو الأمير وليس باعتباره حاكما فقط لدولة حليفة أو صديقة، بل باعتباره مدرسة سياسية عالمية امتد أثره الإيجابي معه إلى أغلب بؤر الصراع في الشرق الأوسط، ومثل هذا التكريم وقبله إعلان سموه قائدا للعمل الإنساني لا يأتي من باب المجاملات بل من باب الاستحقاق، فالمجاملات لا تكون بهذا الحجم ولا بهذه المستويات ولا بهذا المستوى الرفيع الذي ناله صاحب السمو الأمير.
***
الأهم ان هذا الوسام اعتراف صريح وواضح بمكانة الكويت الديبلوماسية وكعبها العالي جدا في ظل عهد صاحب السمو الأمير، فهذا الاستحقاق يؤكد حجم التأثير الديبلوماسي الكويتي في المنطقة وإقليميا بل وحتى عالميا، ورسالة لا تخطئها عين قارئة للحدث أن الكويت ممثلة بقيادتها تعتبر مركزا سياسيا محوريا في المنطقة.
***
أفرحنا جدا هذا التكريم خاصة ان البيت الأبيض أعلن في بيان مراسم منح الوسام الذي تسلمه الشيخ ناصر صباح الأحمد: «منح الوسام له نظير جهوده ودوره في حل النزاعات وتجاوز الانقسامات في الشرق الأوسط»، وهو تأكيد كما ذكرت لعلو كعب الديبلوماسية الكويتية التي كان يديرها صاحب السمو الأمير لأكثر من 40 عاما كوزير للخارجية قبل أن يتولى مقاليد الحكم في البلاد.
***
وبهذا نعود بالذاكرة إلى العام 1990 إبان الاحتلال العراقي الغاشم عندما لعب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دورا رئيسيا محوريا في حشد الرأي العالمي إلى جانب الحق الكويتي، وكانت جولاته المكوكية حصادا لما زرعت يداه من ديبلوماسية مع كثير من البلدان لينتهي حصاده بوقوف تلك الدول مع الكويت.
***
توضيح الواضح: ندرة منح وسام القائد الأعلى الممنوح لصاحب السمو الأمير، وتقديمه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة واضحة جدا من أن الكويت ليست حليفا اعتياديا للولايات المتحدة، وأن دورها الديبلوماسي في المنطقة دور محوري.
[email protected]