يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«أنتم شهداء الله في الأرض»، ونُشهد الله أولا أننا حللنا المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مما لنا عليه كحاكم، ونشهده أن سموه وفي عهده نهضت بلادنا من جديد ونالها من التطور المتسارع مما كان قد توقف أو تباطأ لأسباب سياسية وأخرى غير سياسية، ونشهده أنه أعاد لبلدنا ثقلها الإقليمي والعربي بل وحتى العالمي، وأعاد وضع بلدنا على خارطة العالم السياسية بشكل يليق بها، ونشهده أنه أعاد بناء الدولة من الداخل بما يكفل لها الاستمرار باستقرار متزن، ونشهده أنه عبر بنا وببلادنا بحرا سياسيا متلاطما في واحدة من أكثر مناطق العالم اشتعالا، وأنه نقلنا من خانة اللااستقرار المحيطة إلى خانة الاستقرار والأمن والأمان والاطمئنان إلى درجة أننا عبرنا عقدا كاملا من الزمن المشتعل سياسيا في المنطقة ولم نكد نشعر بشيء، فكانت حكمته وديبلوماسيته العالية وحنكته سببا رئيسيا في تمتعنا بما تمتعنا به وسط منطقة صراعات لا تتوقف.
***
بالنسبة لي لم يغب حاكم بل غاب حكيم، بل غاب عن الكويت صباحها، وليس في الأمر مديح أو وصلة رثاء قدر ما هو عمل بمبدأ الشهادة التي أمرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم، ومما نحن شهود عليه مما رأينا وسمعنا ولمسنا وتمتعنا به، بشهادة نسأل عليها أن الكويت في عهده تغيرت وبدأت تعود درة للخليج وبدأ التطور يتغلغل في كل نواحي البلاد بشكل لافت للنظر وكأنها بدأت تنهض من جديد.
***
كصحافي عاصرته وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء ثم رئيسا لمجلس الوزراء ثم أميرا للبلاد، وقمت بتغطية عدد من المناسبات ولمست تقارب سموه مع الحضور سياسيين وإعلاميين وحضورا، وتواضعه الجمّ وعفويته التي لا تخطئها عين، فكان أبا وأخا وصديقا للجميع، بل وكان كلما زاد منصبا زاد تواضعا.
***
مما يرويه الزملاء الإعلاميون عنه وما شهدناه منه أنه كان يؤمن بالديموقراطية إلى أقصى حد، وهذا يثبته تعامله مع الأحداث المحلية التي تعامل معها جميعا وفق الدستور دون أن يحيد عنه.
***
اللهم ارحم عبدك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتجاوز عنه وأسكنه فسيح جناتك، وإن كنا نعزي أسرة الصباح الكريمة إلا أننا كشعب نتقبل العزاء به كما يتقبلونه، فما هو إلا واحد منا كما هو واحد منهم فلا نعلم أي منا يعزي الآخر في هذا المصاب، فهكذا كنا ككويتيين وهكذا سنكون.
[email protected]