- النجدي: محرمة وضرب من الطقوس الوثنية في بلاد شرق آسيا
- العازمي: التعلق بهذه الأمور وممارستها تحت أي مسمى مخالف للشرع
- السنعوسي: علوم الطاقة تتعارض مع الدين والطب والعلم وتستهدف شريحة النساء
كثر الحديث عن دورات الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية التي تؤثر على أفعال وأقوال الإنسان، ويزعم القائمون بها قوة تأثيرها على الإنسان، وقد سميت بعدة مسميات منها الريكي ومنها اليوجا والبرمجة اللغوية والعصبية وهي علوم دخيلة على المسلمين، فما حكم الشرع في علم الطاقة وغيره؟
برامج مفسدة
وعن حكم الشرع في العلاج بعلم الطاقة والريكي يقوم د.محمد الحمود النجدي: هو علاج محرم لا يجوز لأحد أن يستعمله، وهو ضرب من الطقوس الوثنية الموجودة في بلاد شرق آسيا.
ولفت الى ان العلاج بالطاقة قائم على الرعاية لمذهب البوذية، وهو مذهب وثني قائم على عبادة غير الله عز وجل، وقد صرح القائمون على هذا العلاج بأن المتعالج لا بد ان يكون بوذيا حتى يستفيد من هذا الأمر، وأن عليه ان يقسم على اتباع بوذا وتعاليمه اذا أراد الالتحاق بهم وأن الأشياء الظاهرة تعطي لكل أحد وهي قليلة، أما حقيقة هذا الأمر، فلا تعطى إلا للبوذيين، كما ذكروا ان هناك أعمالا يومية قائمة على أداء تمارين اليوغا، وقراءة كتب بوذا، وترديد القسم.
وهذا كفر بالله تعالى يجب إنكاره والبراءة منه تحت أي مسمى كان، سواء مسمى علاج بالطاقة او غير ذلك، والعالم اليوم يشهد دعوة ونشرا وترويجا للبوذية، لاسيما في مجال العلاج والرياضة، فيجب الحذر من ذلك.
وردا على زعم البعض ان هذا العلاج معروف باسم الرقى، فقال: هذا إفك وزور فإن الرقية في الإسلام هي قراءة من كتاب الله تعالى او الأدعية التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم فهي قائمة على الإيمان بالله وتوحيده لا على الإيمان ببوذا وأتباعه، فالفرق بين الأمرين هو الفرق بين التوحيد والشرك والإيمان والكفر، لذا نحذر المسلمين من هذه البرامج المفسدة للعقيدة الملوثة للفطرة ومن الانخداع بهذه الدعايات الوثنية الجديدة.
وعن إقامة بعض الدورات باسم «العلاج بطاقة الأسماء الحسنى»، قال د.النجدي: قد حذر العلماء من هذا وأمثاله من العلوم الغريبة والضارة ونبهوا على وجوب مخالفة أصحاب الجحيم بل ومن قبلهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، وقوله: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، قالوا: «اليهود والنصارى؟، قال: فمن؟ رواه البخاري وغيره.
وأكد د.النجدي ان مصدر معارف المسلم والمسلمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما لا يخالفهما من المعارف والعلوم، وقبله قد قال المولى الكريم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وقال: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فأكمل الله تعالى الدين وتم بلاغ خاتم النبيين فما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا شرا إلا وحذرنا منه.
غلاف الدين
وعن علم «الريكي» قال النجدي: هو من العلوم الدخيلة على حياة المسلمين وهو داخل ضمن الغزو الفكري والعقدي الذي تتعرض له الأمة الاسلامية وقد حاول البعض من النفعيين ومن لا علم له ان يغلف هذا العلم الفاسد والدورات المقامة باسمه بغلاف الدين والاسلام حتى تلقى قبولا ورواجا بين المسلمين وما سمعناه عنهم وما سمعه من حضر تلك الدورات الباهظة الأثمان، وهو كلام لا يقنع العقلاء، فضلا عن ان يكون مقبولا شرعا.
وقد كتب بعض الباحثين المعاصرين ما في هذا العلم المزعوم من المزالق الشركية والوثنية المتعلقة بالديانات السائدة قديما، كالبوذية والطاوية وغيرها والتي ينكر أصحابها وجود إله للكون بل الكون عندهم مرده الى قوة الطاقة، وهذه الطاقة موجودة ايضا في جسم الانسان الاثيري ويتعلقون بأشعة الشمس ويتبعونها ويؤمنون بتناسخ الأرواح، وعقيدة الخلاص والاتحاد «النرفانا» وفلسفات أخرى كثيرة غريبة على معتقدات المسلمين وشريعتهم.
شرك
وعن الحكم الشرعي لممارسة اليوجا يقول عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة د.راشد العازمي: اليوجا حكمها العام يرجع الى المجامع الفقهية والى لجنة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية خاصة ان هناك تمتمات تقال في اليوجا لا تعرف ومنها التحية ـ الخنوع وهو مخالف للشرع، اما العلاج بالطاقة فهو علم من الظواهر الغريبة والمعتقدات الفاسدة حيث انهم يرون شكل الفيل يجلب الحظ او بعض الصخور تجذب الطاقة وهذا شرك بالله تعالى، وقد قال المشركون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) والفيل مجسم شرك حيث يعتقدون ان الملائكة تحل بهذه الاصنام وتجلب لهم الحفظ وتمنع الشر، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال: من الواهنة فقال: «انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا»، لذلك أرى ان التعلق بأي شيء من هذه الأمور أو ممارسة تحت أي مسمى هو شرك.
ليست علمية
وتضـــيف د.هيـــفاء السنعوسي قائلة: غزت ما تسمى «علوم الطاقة» العالم الغربي، واقتحمت مجتمعاتنا العربية، وجاءت الى الكويت في بادئ الأمر على استحياء، ثم بدأت بالانتشار السريع بتنظيم دورات مقابل رسوم مالية في ظل سهولة النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المجانية، وقد تأثر البعض بها بشكل متخبط دون ادراك لمصداقيتها ومرجعيتها التي تتعارض مع الدين والطب والعلم، وهي علوم زائفة وتعود في اصلها الى ديانات غير سماوية من شرق آسيا بدليل سطوة الجانب الروحي عليها، وتستهدف شريحة النساء بشكل كبير، وتلعب على وتر مشاعرهن ونفسياتهن بتحقيق الأمنيات والاحلام والرغبات القلبية وكذلك الاستشفاء من كل الامراض بلا استثناء، وهي مدارس متنوعة ومتعددة، ولكن مرجعيتها دينية وليست علمية كما يزعمون بدليل انها تمارس كطقوس في معابد دول شرق آسيا.
وقالت د.السنعوسي: ومن المؤسف ان غالبية معالجي الطاقة يحملون شهادات بالطاقة فقط وليست لديهم مؤهلات علمية بعلم النفس او الطب، ولكنهم يمنحون انفسهم لقب معالج ويعالجون نفسيات واجساد الناس بما يسمون الطاقة، وقد أسس البعض منهم مناهجهم الشعوذية الخاصة المبنية على الظن والوهم والخيال والايحاء والضحك على عقول النساء بصفة خاصة ولا تستند الى نظريات علمية ولا طبية مخبرية وكل المدربين يطمحون الى تحقيق الربح المادي السريع مستغلين موجة انتشار الطاقة في العالم ككل.