AlAhmadRealEst@
كثير منا يستغرب من ارتفاع أسعار العقار السكني في الكويت، خصوصا في السنوات الـ 5 الأخيرة، وكثير من الشعب يتساءل كيف وصلت لهذا السعر.
في الحقيقة.. انه في ظل هذه الأسعار الجنونية (هناك مشترٍ)، ولولا وجود هذا المشتري، لما تحققت هذه الأرقام التي نشاهدها الآن، ومازال الطلب عليها قائما.
لندخل في صلب الموضوع، كلنا يعرف ان الشعب الكويتي فيه نسبة كبيرة من العائلات الغنية، كما أن متوسط دخل الفرد يعتبر مرتفعا، ناهيكم عن دعم البنوك المادي لمن يرغب في الحصول على قرض او تمويل شخصي او عقاري.
لقد امتزج المدخول المرتفع والملاءة المالية التي لدى للشعب الكويتي، مع بعض العادات والتقاليد والنشأة المجتمعية، ما أدى إلى تعزيز ارتفاع اسعار العقار.
فكما نلاحظ ان بعض المحافظات او المناطق، معروفة بمجموعة من العوائل والقبائل التي تسكنها منذ عدة سنوات، وتمركزوا فيها، فأصبحت المحافظة او المنطقة تعكس ثقلا اجتماعيا وسياسيا لتلك العوائل والقبائل.
لقد أدت هذه الدوافع الاجتماعية إلى التنافس على شراء افضل المواقع المميزة عقاريا، لإقامة ديوان للعائلة او للقبيلة، كوجاهة اجتماعية وسياسية لهم، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعار العقار إلى أرقام فلكية، حتى اصبح ارتفاع السعر احدى وسائل التفاخر، فلا يهم اذا كان سعر العقار مليونا او مليوني دينار، فهناك من هو على استعداد لشرائه بأي ثمن، مع يقينه بأن هذا العقار لا عائد ماديا له.
الأمر الآخر، هو ان اغلب العوائل المقتدرة ماديا، ترغب في سكن أبنائها او أحفادها بالقرب منها، لذا نجد ان العائلة الفلانية تستحوذ على الشارع او الحي الفلاني او المنطقة الفلانية، لذا نجد ان هذه العائلة قد سببت في زيادة لا تقل عن 25% من سعر السوق للعقار المعروض.
هذه العادة توارثها الأبناء، فعلى سبيل المثال نجد أن سكان العاصمة لا يرغبون او لا يبحثون عن عقار في جنوب السرة، أو سكان جنوب السرة لا يفضلون السكن في مناطق محافظة مبارك الكبير.. لذا فإننا نجد أن هذه العادات قد انعكست على أسعار الايجارات في تلك المناطق والتي بدأت بالارتفاع تبعا لنظرية العرض والطلب.
في المقابل هناك عائلات تفضل العيش في مساحات فارهة ومواصفات عقاريه مميزة، رغم أن ذلك الأمر قد يرهقها ماديا، فعن تجربة شخصية، واقولها بالفم المليان، كثير من الأسر لم يحصلوا على عقار لسنين طويلة، فقط لأنهم يريدون مناطق ومواقع مميزة جدا.
وبما أن حديثنا هنا عن الوجاهة الاجتماعية فلا ريب أن نتحدث عن التقليد الأعمى الذي يلجأ إليه البعض، خاصة في السعي لتملك عقار قد لا يعتبر أساسيا بالنسبة له مثل (شاليه، مزرعة، جاخور)، حيث نجد أن رب الأسرة قد يضطر لاقتراض مبلغ يصل احيانا الى 200 ألف دينار او اكثر، او الانفاق من جهده وتعبه، فقط من أجل الظهور والتباهي امام أقاربه وأصدقائه انه يملك وسيلة ترفيه، علما بأن معظم هذه المزارع او الشاليهات قد تهجر لسنين طويلة في أغلب الأحيان بسبب الشراء من غير حاجة، مما دفع ايضا بالعقار الثانوي للصعود لأرقام لا مبرر لها.