أغلبنا يعتقد ان الازدحام بالطرقات هي قضية مرورية، او ان لها علاقة بتنظيم سير المركبات من قبل وزارة الداخلية، او ان علاجها لا يحتاج الا الى سيارة مرور تقف على كتف الطريق لتسهيل الحركة المرورية..!
لكن في حقيقة الامر فإن قضية الازدحام مسألة أكبر من ذلك بكثير بل إنني أكاد أجزم بأنها مسألة عقارية بحتة، تبدأ من سوء تخطيط المدن بشكل واضح، وعدم وجود رؤية مستقبلية للدولة، من حيث حجم التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية.
فإذا ذهبنا الى قلب العاصمة صباحا، نجد ان الطرق والخطوط الرئيسية المؤدية لها مغلقة بالكامل. وذلك لتواجد أغلب الدوائر الحكومية والخدمات والشركات بتلك البقعة الصغيرة، وايضا لضخامة وارتفاع طوابق المباني هناك، دون الاخذ بعين الاعتبار مسألة مواقف السيارات كتخطيط مسبق للمنطقة، وهو خطأ عقاري جسيم، حيث يجبر سائقي المركبات على الوقوف بشكل مخالف، فتحدث الفوضى والازدحام المروري. حيث يستغرق احيانا قطع مسافة ٥ كم أكثر من ٤٥ دقيقة في وقت الذروة.
الامر الآخر هو سوء تخطيط وتقسيم المدن الى قطاعات وخدمات متباعدة، كإنشاء مدن صناعية، سكنية، خدمية، استثمارية.. كما أن من أكثر الأخطاء الشائعة بالكويت (خلط الحابل بالنابل)، وأكبر مثال ذلك منطقة الجابرية، حيث تحتوي المنطقة على بيوت سكنية للمواطنين وبنايات استثمارية للوافدين ونواد صحية ومستشفيات وعيادات طبية ومدارس وجامعة ومقاه ومجمعات مطاعم ونشاطات لا حصر لها.
ولا ننسى كذلك منطقة الشويخ الصناعية، تلك المنطقة التي تقع بالقرب من أرقى المناطق كيفان والخالدية، كل هذه التخبطات تؤدي الى ربكة في الطرقات، حيث تجتمع كل الحاجات لسكان الكويت في طرق والمسارات محددة.
ومما لا شك فيه ان كل هذه الاخطاء تؤثر سلبا على سعر العقار. فنجد المناطق السكنية ذات الازدحام المروري والكثافة في السكان هي الاقل سعرا، والبنايات والمجمعات التي لا توجد مواقف سيارات قريبة منها هي أقل سعرا ايضا، كل ذلك بسبب الضيق الذي يحدث لقاطني او زوار تلك المناطق او الحارات.
ولا يمكن الوصول الى حل لكل تلك المشاكل من دون تصحيح الاخطاء الجذرية وعدم مراعاة (فلان وعلان) على حساب الدولة، فقد نجد في بعض المناطق الارتداد امام المنازل، يصل الى ١٠٠ مترا، والطريق المزدحم الذي امام تلك المنازل لا يتجاوز ٢٠ مترا!
إن حل هذه الأزمة يحتاج بكل تأكيد إلى التنسيق بين الوزارات التالية (الإسكان، البلدية، الكهرباء والماء، التخطيط، الداخلية).. بشكل دوري ومستمر حتى يتسنى معالجة الاخطاء الحالية وتفادي الأخطاء المستقبلية.
Instgram&twitter
AlAhmadRealEst@