instgram&twitter
@alahmadrealestate
متى يخسر الناس في العقار..؟ وهل تكون أسباب الخسارة قهرية وخارجة عن إرادتهم بسبب ظروف اقتصادية أو سياسية.. وغيرها؟ أم أنها نتاج نقص الخبرة أو الاستعجال في قرار البيع أو الشراء؟
أعلم وتعلمون أن أغلب أصحاب الثروات حول العالم، وممن تضاعفت ثرواتهم خلال الـ ٥٠ سنة الماضية، هم من ملاك العقار.
بدأت هذه الأسئلة تراودني كثيرا، خلال العامين الماضيين، خاصة عندما أسمع أو أشاهد من يقول، بأنني اشتريت الأرض الفلانية سنة ٢٠١٣، بسعر ٣٢٠ ألفا، وها هي الآن في سنة ٢٠١٧ قيمتها لا تتجاوز الـ ٢٧٠ ألفا، أو من يقول كنا نشتري البناية بسعر ٢ مليون و٤٠٠ ألف، والآن مثيلاتها تعرض بقيمه ٢ مليون دينار فقط!
إليكم تحليلي المتواضع: أولا أخي القارئ، يجب ألا يخفى عليك، أن العقار سلعة ثقيلة جدا، بمعنى أنها ذات قيمة مرتفعة، وأن قرار البيع والشراء النهائي، قد يأخذ أكثر من سنة للطرفين. فمن اشترى عقارا وأراد جني الأرباح من قيمة الأصل أو تحصيل ضعف المبلغ بشكل سريع غالبا (سيخسر)، ما لم ينتظر مدة تتراوح بين ٥ و١٠ سنوات كمدة شبه متفق عليها للدورة السعرية للعقار.
أما الخطأ الآخر، عندما يشترى المستثمر أرضا، ولم يقم مباشرة بتطويرها (بنائها)، حيث تبقى لسنوات كما هي، فإنه في هذه الحالة سيخسر العائد الشهري الذي من المفترض ان يحصل عليه من رأس المال المدفوع، لذلك أصبحنا نرى مؤخرا عمليات تصريف للأراضي الفضاء، وتحويل رؤوس الأموال لعقارات قائمة مدرة للدخل.
ثالثا: عندما يقوم المستثمر بالاندفاع إلى البنوك، والاقتراض منها بشكل عشوائي وغير مدروس، وبنفس الوقت يخطئ في تقدير العقار المميز المتماسك، ومن ثم يلجأ لاستخدام السبل الملتوية للحصول على تمويلات أكبر من حجم الأصول الموجودة، هنا أستطيع أن أقول إن المستثمر قد يتعرض لخسارة شبه مؤكدة في حال حصول أي خلل، سواء من قيمة أو مردود العقارات المرهونة، أو في حال حدوث أي هزة لاقتصاد الدولة.
وأخيرا.. في حالة عدم وجود خبرة كافية لدى المستثمر لقوانين وخطط الدولة المستقبلية، تجاه المنطقة المراد الشراء فيها. مثال ذلك: الإقدام على شراء قسائم صناعية، وبعدها تقوم الدولة بمنع نشاط معين، الذي هو بالأساس كان سبب الشراء. ومثال آخر أيضا… شراء قسيمة سكنية وظهور طريق أو جسور قد تؤدي إلى خفض قيمة الأصل.
الخلاصة هي … أن العقار استثمار طويل الأجل، فالاستفادة السريعة والمستعجلة منه، تأتي من المدخول الشهري غالبا في حال التأجير، أما الاستفادة بعيدة المدى، فتأتي من خلال ارتفاع قيمه الأصل. فمن اشترى اليوم ويرغب في الربح غدا … أنصحه بعدم الدخول في هذا السوق.