سوء الأخلاق ينتج من خلفه مجتمع قريب من الجريمة وليس هذا فقط، بل ويتأثر كل شيء فوق هذه الأرض، حيث نسمع في السابق من الذين يذهبون لجزيرة مصيرة والكائنة في سلطنة عمان لهدف «الحداق» بأنهم يصطادون من السمك يوميا فوق 300 كيلو، وفي عيد الأضحى السابق تواردت رغبات الأصدقاء للذهاب إليها، عند الوصول اكتشفنا بأن الأوضاع تغيرت، حيث لا تقارب بين الأرقام الحالية والسابقة بل يكاد لا يتعدى متوسط الصيد أكثر من 40 كيلو يوميا، وهذا جعلني أسأل أهل تلك المنطقة عن السبب، فكان الجواب «سوء أخلاق هواة وتجار البحر»، إذ يلقون الشباك لاصطياد أعداد مهولة لبيعها، والطامة عندما يفقد هؤلاء الصيادون شباكهم في الماء فإنها تشكل ضررا جسيما في قاع البحر يسمى «مقبرة أسماك»، حيث تبقى الشباك لا تتحلل وكل سمكة تتشربك بها وتموت وهذه المشكلة أيضا لدينا في الكويت والتي من أسبابها ندر الصيد وجعل الهواة يضربون البلدان لغاياتهم ورمي المخلفات أيضا سبب وصيد الأسماك بسن التكاثر، سبب ففي الدول الغربية هناك ضريبة لدخول البحر وهناك قوانين صارمة مثلا عند خروجك من البحر.
هناك مفتش يفحص السمك ومقاساته فالصغير والكبير جائز اصطياده، أما الذي يكون في سن التكاثر فممنوع مما يجعل السمك لديهم بكثرة، وهنا نجد التنظيم لديهم ونجد العشوائية لدينا، فمن الواجب على دول الخليج وضع اتحاد صيادين خليجي رفيع المستوى ويضعون له الاهتمام الكبير ويكون من أعماله رصد ومتابعة السمك ووضع التنظيم المناسب لمعالجة ندرة السمك في المنطقة والذي سبب غلاء أسعاره وفرض مخالفات جسيمة على مرتكبي المخالفات بقوة وجزم، وللأسف فإننا لدينا قوانين ولكنها مزاجية التطبيق تجعلها لا معنى لها، فالآن نذير ندرة السمك يجعلنا في الغد نشكي من انقراض الكثير من أصنافه.
[email protected]
twitter:@alialsabri