إن للأوطان حقوقا على كل فرد من أفرادها كما للمواطن أيضا حق على وطنه، فالمجتمعات الحديثة تكون نشأتها على المساواة بين مواطنيها وعدم التمييز لا من قريب ولا من بعيد لأي فرد مهما كانت مرتبته، فعلى هذا الأساس تنشأ الدول المستقرة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا لا يعكر صفوها شيء ولا يكون لكائن كان أن يخترق أمنها أو أن يحدث بلبلة في مجتمعاتها، هذه المقدمة هي انعكاس لنظرية صناعة الدول المتقدمة والمستقرة أمنيا واجتماعيا، فلو لاحظنا ما هو لدينا في الكويت لرأينا أن هناك قدرا كبيرا من هذه المعادلة التي سبق ان تكلمنا عنها ولكننا مازلنا يطلق علينا دول العالم الثالث، والسبب للأسف مازال لدينا تأخر عن كثير من الدول، فنحن يجب أن يكون لدينا تأسيس للمواطن منذ الصغر على عملية الولاء للوطن وأن يكون حب الوطن فوق كل اعتبار وأن يكون التحزب هو حب الوطن، أقول قولي هذا بعد ما رأينا بعض مواطنينا تحتضنهم أحزاب خارجية تريد لهذا الوطن الشر والتشرذم، فهناك أحزاب بحجم دول بدأت تستقبل مواطني بلادنا وتزجهم بحروب إقليمية وهناك من يحاول تخزين السلاح في بلادنا.
أي فكر هذا الذي دخل علينا من رياح الشر التي لا تريد للبلد أي خير، نحن لا نعارض أن يكون لأي مواطن فكر معين لا يتعارض مع مصالح البلاد والعباد وأن يكون تحزبه محبة الدين ثم الوطن وأن يكون عمله نبراسا لفكر التوحيد وعدم الفرقة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، ولا نحجر على أي مواطن أي فكر إلا اذا كان يتعارض مع الفطرة البشرية ويتعارض مع ديننا القويم، فالدين الإسلامي يحثنا على الولاء للأوطان وعلى السمع والطاعة للأمراء وعلى التوحد بالكلمة السواء مقياسا لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فالتضحية تكون بتكاتف أبناء الوطن وعلى اجتماعهم على كلمة سواء تجمعهم ولا تفرقهم حتى لا يكون لأي عدو ثغرة يدخل بها على وطننا العزيز، فلماذا ذاكرتنا تخوننا أحيانا فلنا عبرة من الغزو العراقي الذي جعلنا شتاتا بعدما كنا آمنين وكان يراهن النظام العراقي البعثي على بعض الشخصيات التي كان لها وقفة ضد تعليق الدستور في تلك الفترة، إلا أن حساباته أخطأت فتوحد الكويتيون في مؤتمر جدة ودعموا الشرعية المتمثلة في آل الصباح فكان ذلك مفتاح تحرير الكويت، ألا رأيتم أيها المواطنون الكرام أن التوحد يضعف العدو والفرقة تضعفنا.
ومن هنا أقول لكل مسؤول في البلاد عليكم بتقوى الله أولا ومن ثم عليكم بالعمل على رفعة البلد وعزته وعليكم أيضا بالمساواة بين المواطنين حتى يشعر كل مواطن بما يسمى في علم النفس بالأمان الاجتماعي، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وجعلنا متحابين ومتآخين يحب كل منا الخير للآخر.