التكريم هو مجرد دفعة معنوية للآخرين بغرض زيادة الإنتاج والإبداع، بغض النظر عن ماهيتها سواء كانت «درعا، شهادة تقدير، نقودا.. إلخ»، وهي لا تسلم إلا لمن يستحقها فعليا، أحيانا أخرى تكون الجائزة عبارة عن كلمات تقديرية موجهة من مسؤول أو صاحب عمل لمرؤوسيه، ولكن الأهم هو أن نعترف ونقنع بأن التقدير الأكبر هو تقديرنا واحترامنا لذاتنا.
يقول خبير تنمية الذات الشهير د.إبراهيم الفقي «كافئ نفسك إذا لم تجد من يكافئها، أشتر لنفسك هدية يوم ميلادك، وإذا حصلت على ترقية ولم تجد من يبارك لك لا تتردد في شراء باقة ورد لك وقم بوضعها على مكتبك».
أحيانا يكون الإنسان مبدعا في مجاله ولا يجد من يشجعه ويقدره مما يعرضه للإحباط والضيق، ويصل به الأمر في النهاية إلى التوقف عن العطاء بحجة أنه ليس هناك من يشجعه، وهنا يكون قد قام برفع الراية البيضاء إيذانا باستسلامه الذي يكون بمنزلة نقطة البداية لمشوار الفشل القادم، يقول حنا مور: «العقبات هي تلك الأشياء المفيدة التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف».
فهناك الكثير من عظماء التاريخ والناجحون على مستوى العالم لم يحصلوا على التقدير في بداياتهم، وأعتقد أن حكاية كفاحهم من شأنها أن تكون أكبر دافع لمن أثنته العقبات عن تحقيق أهدافه مثل بيتهوفن الذي أخبره أستاذه أنه لا أمل له في الفن، ووالت ديزني الذي أعلن إفلاسه عدة مرات، وتوماس اديسون الذي أخبره أستاذه بأنه غبي وغيرهم الكثير الذي لم تثنيهم عبارات الإحباط عن السير في طريق النجاح والإنجاز، فلم يجد هؤلاء من يقدرهم في بداية مشوارهم، خصوصا أن البداية عادة ما تكون من أصعب درجات التقدم والاستمرار في النجاح.
في النهاية، فإن التقدير إذا كان لفظا فهو مجرد كلام يأتي ويروح ربما يكون حقيقيا وربما يكون من باب المجاملة من مسؤولك، وإذا كان على شكل درع أو شهادة فهو مجرد عمل فني مدته خمس دقائق أحضره لك مديرك عن طريق الهاتف، لكن التقدير الأصعب والأهم هو تقديرك أنت لذاتك ومكافأتها، فأنت أكثر شخص يعلم مدى معاناتك في سبيل وصولك لأهدافك، وأنت الشخص الوحيد الأعلم بعدد الساعات التي قضيتها في سبيل بلوغ نجاحك، فكما أن الناس لهم حق عليك كذلك أنت لك حق على نفسك، وحقك عليها أن تجعلها راضية وسعيدة وهذا بحد ذاته عبادة عظيمة تتضرع بها إلى الله.
توقف عن انتظار التقدير من الآخرين وابدأ بتقدير ذاتك، فليس هناك مانع من أن تدعو نفسك لمطعم فاخر بعد يوم متعب، وان تشتري لنفسك هدية ثمينة بعد هدف بلغته، ولا مانع أن تقوم بحجز تذكرة سفر «فيرست كلس» لوجهة تفضلها وأن تقضي أياما معدودة في أفخم الفنادق هناك كنوع من أنواع المكافأة الذاتية، فقط اصنع سعادتك بيديك.
هذا الموضوع جرني إلى جملة نستخدمها أحيانا للتعبير عن غضبنا أو امتعاض من شخص معين وهي «احترم نفسك»، فهذه الجملة بحد ذاتها إثبات مادي على أننا مؤمنون بأن التقدير الأهم والأول هو احترام الشخص لذاته ومن ثم الآخرين.
تحية لكل شخص منجز، متفوق، ناجح ومتفوق لم يجد من يقدره ويكافئه.
instagram:@habiiiba
twitter: @habibaalabdulla