تعودنا منذ بداية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ان نتابع كل ما هو غريب ومبتكر، ومن ضمن الغرائب وجود شخصيات أشبه بالطفيليات تسير على مبدأ «خالف تعرف» حيث تتغذى على متابعيها الذين يساهمون في رفع عدد «الفولورز» حتى يتسنى لها الحصول على إعلانات مدفوعة الأجر من بعض أصحاب المشاريع التجارية، والغريب أنها تبحث عن الشهرة السلبية كونها الأسرع انتشارا بين الناس، أما الأغرب فهو في كوننا ننتقدها ونتهمها بتشويه مظهرنا لدى الغير، وفي نفس الوقت نتابعها وهنا يكمن التناقض ولا اعلم حقيقة إلى متى يجب أن نتحمل مشاهدتهم وهم يشوهون سمعتنا قبل أن يشوهوا سمعتهم، خصوصا أننا لم نشهد حتى الآن وقفة حقيقية من المسؤولين تجاههم، هل من المفترض ان نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد من أطلق عليه لقب فنان او إعلامي وهو يلطخ سمعة هذا المجال الراقي بفيديوهاته الهابطة وهو في وضعيات منحطة ونصمت؟
هل من المفترض ان نقف موقف المتفرج حيال من اظهر المرأة الخليجية على انها لا تهتم سوى بالمكياج والملابس اذا ما قارنا حسابات «الفاشنستا والميك أب ارتست» بمن لديهم إنجازات أصيلة يستحقون عليها الإشادة والإبراز؟ أما فيما يتعلق «بالمتسيسين» فحدث ولا حرج ناهيكم عن «الأشكال الغريبة» التي تظهر لنا يوميا بفيديوهات لا تمت لعاداتنا أو تقاليدنا بصلة لدرجة يصعب علينا أحيانا تحديد ماهية صاحبها «ذكرا كان أم انثي» وعندما تسألهم عن هدفهم من كل هذا يقولون «حرية شخصية» وفي الحقيقة انها ليس لها أي علاقة بأي حريات شخصية، فمادمت أظهرت جنسك واسمك وجنسيتك وقررت السماح لجميع فئات المجتمع برؤيتك وخصوصا فئة المراهقين فهنا تقف حريتك..ربما تعتقدون ان لهجتي شديدة..إلا انها ليست أشد ألمنا من تلك المظاهر الدخيلة التي هي في ازدياد يوميا.
وأنا هنا لا أحمل أصحابها المسؤولية بل أحملها أنفسنا أولا..نحن من صنع منهم نجوم وهم في الحقيقة أقل من ذلك بكثير..أرجوكم..توقفوا عن جعل السخفاء مشاهير.
[email protected]